حديث الاِختِلاجات غير معتبر

المسألة:

يتداول البعض حديثاً حول تفسير الاختلاجات التي تطرأ اتفاقاً على بعض أعضاء البدن وهو حديث طويل منسوب للإمام الصادق(ع) يبدأ بقوله: "يا معلَّى إن الاختلاج فيه زجرٌ وتخويفٌ وموعظة. فقال: جعلتُ فداك بيِّن لي قال: اعلم أنَّ ذلك علمٌ يقين من غير شكٍّ ولا ريب، فقال (عليه السّلام): افهم، اختلاجات الرأس اليافوخ إصابة مُلكٍ وشرفٍ ومالٍ وذكْرٍ جميل .." وينتهي عند قوله: "القدمُ الأيمن كلُّه يُسافر ويغنم، القدمُ الأيسر كلُّه يسافر ويغنمُ بأصدقاء" فهل حديثُ الاختلاجات المنسوب للإمام الصادق (ع) صحيح؟ وهل يصحُّ التعويل على مضامينه؟

الجواب:

حديث الاختلاجات المنسوب للإمام الصادق (ع) لم نجد له عينًا ولا أثرًا في المجاميع الحديثيَّة المرويَّة عن أهل البيت (ع) كما لم نجدْ له ذكراً في كتب الفقه أو التفسير، نعم أورده الشيخ يوسف البحراني (رحمه الله تعالى) في كتاب الكشكول (1) ولم يذكرْ له سندًا ولا مصدرًا، لذلك فهو ساقطٌ عن الاعتبار بل إنَّ ذلك موجبٌ لكونه في أعلى مراتب الضعف.

وذِكْرُ الشيخ البحراني له في كشكوله لا يعني اعتماده، ولا يبعد أنَّه إنَّما أورده في كتابه لغرض الترويح كما هو شأنُ الكثير ممَّا ذكره في هذا الكتاب، فالكشكول إنَّما ألَّف لهذه الغاية.

والمتحصل إنَّ هذا الحديث ممَّا لا يصحُّ التعويلُ على مضامينه.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور

 

1- الكشكول -الشيخ يوسف البحراني- ج2 / ص84.