توسُّل النبيِّ (ص) بالأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
هل توسَّل النبيُّ (ص) -وهو أشرفُ الخلق- بالأنبياء والرُّسل (ع) أو بغيرِهم؟ وكذلك أصحابُ الكساء (ع) هل توسَّلوا بالنبيِّ الأعظم (ص)؟
الجواب:
نعم ورد في الرواياتِ أنَّ النبيَّ (ص) قد توَّسل بنبوَّته وبالأنبياء الذين سبقوه.
فمن ذلك ما رُويَ عنه عند وفاة فاطمةَ بنتِ أسد، فبعد أنْ حفروا قبرَها تولَّى هو حفْرَ اللحد بيده ثم اضَّجع فيه ثم قال: "اللهُ الذي يُحيي ويُميتُ .. اغفر لأُمِّي فاطمةَ بنتِ أسد .. ووسِّع عليها مَدخلها بحقِّ نبيِّك والأنبياء اللذين قبلي فإنَّك أرحمُ الراحمين"(1).
فهذه الرواية صريحةٌ في أنَّه (ص) قد توسَّل بالأنبياءِ الذين قبلَه.
ومنه ما رُوي عن النبيِّ (ص) أنَّه قال: "اللهمَّ إنِّي أسألُك بحقِّ السائلين عليك، وأسألُك بحقِّ ممشايَّ هذا فإنِّي لم أَخرج أشرًا ولا بطرًا ولا رياءً ولا سمعة.."(2).
وفي هذه الرواية يتوَّسل النبيُّ (ص) بالسائلين لله تعالى ويتوسَّل بممشاه إلى طاعةِ الله والصلاة.
ومنه ما رُويَ عن الإمام الصادق (ع) أنَّه كان أكثر ما يُلِّح به في الدعاء على الله بحقِّ الخمسة يعني رسولَ الله (ص) وأميرَ المؤمنين وفاطمةَ والحسنَ والحسينَ (ع)(3).
ورُوي أيضًا عن أبي عبيدة الحذَّاء قال سمعتُ أبا جعفر الباقر (ع) يقول وهو ساجد: "أسئلك بحقِّ حبيبك محمد إلا كفيتني مؤنة الدنيا وكلَّ هولٍ دون الجنة"(4).
ورُويَ عن الإمام السجَّاد (ع) أنَّه قال في دُعائه بعد زيارة أمينِ الله: "اللهمَّ فاستجبْ دعائي، واقبَلْ ثنائي، وأَعطني جزائي، واجمع بيني وبينَ أوليائي بحقِّ محمَّدٍ وعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ انَّك وليُّ نعمائي.."(5).
والروايات في ذلك فوقَ الإحصاء.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج35 / ص179.
2- مسند احمد -الإمام احمد بن حنبل- ج3 ص21، سنن ابن ماجة -محمد بن يزيد القزويني- ج1 / ص256.
3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج7 / ص97.
4- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج6 / ص340.
5- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج14 / ص396.