هل كانت ليلى في كربلاء
المسألة:
ما هي أدلَّة مَن ذهب إلى أنَّ ليلى أم علي الأكبر لم تكن في كربلاء وماهو دليل من ذهب إلى أنَّها كانت في كربلاء؟
الجواب:
أفاد المحقق التستري في كتابه قاموس الرجال أنَّه لم يذكر أحدٌ في السيَر المعتبرة حياة أمِّه (علي الأكبر) يوم الطف فضلًا عن شهودها وإنَّما ذكروا شهود الرباب أمِّ الرضيع وسكينة(1).
وأفاد المحقِّق الشيخ عباس القمي في كتابه نفس المهوم أنَّه (لم يظفر بشيء يدلُّ على مجيء ليلى إلى كربلاء)(2).
وهذا ما يظهر أيضًا من كلمات العلامة المجلسي في البحار.
وفي مقابل ذلك أفاد ابنُ شهراشوب في كتابه مناقب آل أبي طالب أنَّ عليًّا الأكبر طعنه مرَّةُ بن منقذ العبدي على ظهره غدرًا فضربوه بالسيف فقال الحسين (ع): "على الدنيا بعدك العفا"، وضمَّه إلى صدره وأتى به إلى باب الفسطاط فصارت أمُّه شهربانويه ولْهى تنظر ولا تتكلم(3).
هذا النصُّ هو ما يُمكن أنْ يتمسَّك به القائلون بحضور أمِّ الأكبر في كربلاء إلا أنَّ الإشكال هو أنَّه لم يذكر أنَّ اسمها ليلى بنت أبي مرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي بل أفاد أنَّ اسمها شهربانويه والظاهر أنَّه اشتباه.
وكيف كان فإنَّ هذا النصَّ ينفي الجزم بعدم حضور أمِّ الأكبر في كربلاء يوم الطف إلا أنّه لا يصلح وحده لإثبات حضور ليلى، فالنصُّ المذكور لا ينافي ما أفاده المحقق القمِّي وإنْ كان يُنافي ما أفاده المحقِّق التستري حيث نفى وجود نصٍ تاريخي يذكر أنَّ أم الأكبر موجودة فضلًا عن حضورها يوم الطف.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
6 / سبتمبر / 2008م
1- قاموس الرجال -المحقق التستري- ج7 / ص422.
2- نفس المهوم -الشيخ عباس القمي- ص176.
3- مناقب آل أبي طالب -ابن شهراشوب- ج4 / ص118.