مرتكبُ الكبيرة قد يحظى بالشفاعة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

شيخنا سلامٌ عليكم

كيف نوفِّق بين الروايات التي أفادتْ أنَّ أصحاب الكبائر لا يدخلون الجنَّة وبين ما رُويَ عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "يُقتل حفدتي -يعني الرضا (ع)- بأرض خراسان في مدينة يُقال لها طُوس مَن زاره إليها عارفًا بحقِّه أخذتُ بيده يوم القيامة وأدخلتُه الجنَّة وإنْ كان من أهل الكبائر"؟

الجواب:

مذهب الخوارج والمعتزلة في مرتكب الكبيرة:

ليس في رواياتنا ما يدلُّ على أنَّ جميع أهل الكبائر لا يدخلون الجنَّة مطلقًا، فهذه الدعوى إنَّما يذهبُ إليها الخوارج القائلون بكفر مرتكب الكبيرة، فكلُّ مَن ارتكب كبيرةً من الكبائر ومات قبل أنْ يتوبَ منها فهو بنظرِهم كافرٌ مخلَّدٌ في النار، وكذلك هو مذهبُ المعتزلة القائلين بأنَّ مرتكبَ الكبيرة في منزلةٍ بين المنزلتين فهو ليس مؤمنًا وليس كافرًا بل هو في منزلةٍ بين الإيمان والكفر لذلك فهو لا يدخلُ الجنَّة مطلقًا بنظرهم إلا إذا تاب قبل موته(1).

مذهب الإمامية في مرتكب الكبيرة:

وأمَّا الإماميَّة قاطبةً فمذهبُهم -تبعًا لأهل البيت (ع)- هو أنَّ ارتكاب الكبيرة لا يُخرِجُ المرتكِبَ لها من الإيمان، فمرتكِبُ الكبيرة -بحسب مذهب الإماميَّة- مؤمنٌ فاسق مستحقٌّ لدخول النار إلا أنَّ الاستحقاق لدخول النار لا يعني حتميَّة الدخول للنار، فقد يُدركه عفوُ الله تعالى ابتداءً أو بشفاعة الرسول الكريم (ص) وأهلِ بيته (ع) وبذلك ينجو من النار، وقد لا ينجو من النار ولكنَّه قد لا يظلُّ مخلَّدًا فيها فتُدركه شفاعةُ الرسول الكريم (ص) وأهلِ بيته (ع) فيخرجُ من النار بعد أنْ يُعذَّبَ فيها ردحًا من الزمن ويدخل الجنَّة، فالجنَّة ليست محرَّمةً أبدًا على مرتكب الكبيرة، نعم هو مستحِقٌّ للنار إلا أنَّ الاستحقاقَ للنَّار لا يُلازمُ عدم دخول الجنَّة.

وبيان ذلك:

إنَّ الله جلَّ وعلا قد وعدَ المؤمنين الجنَّة إذا اجتنبوا كبائر الإثم كما قال تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾(2) وتوعَّد المرتكبين لشيءٍ من كبائر الذنوب النار.

فمِن ذلك قوله تعالى فيمَن يأكلُ أموال اليتامى ظلمًا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾(3).

ومنه: قوله تعالى فيمَن يرمي المُحصنات بالفجور: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾(4).

ومنه: قوله تعالى في الناقضين لعهد الله والقاطعين للأرحام والمُفسدين في الأرض: ﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾(5). وسوءُ الدار هي جهنَّم.

ومنه: قوله تعالى فيمَن يفرُّ من الزحف: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ / وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إلى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾(6).

الفرق بين الوعد والوعيد:

فثمة وعدٌ لمجتنبي الكبائر بالجنَّةِ والنعيم في الآخرة، وثمة وعيدٌ لمرتكبي الكبائر بالنار، والفرقُ بين الوعد والوعيد أنَّ الوعد التزامٌ من أحدٍ لآخر بشيءٍ فيه نفعٌ وخيرٌ لهذا الآخر، وأمَّا الوعيد فهو إنذارٌ وتهديدٌ من أحدٍ لآخر فيه ضررٌ أو مساءةٌ لذلك الآخر.

ومن الواضح لدى العقلاء على اختلاف مشاربهم أنَّ الوفاء بالوعد مستحسَنٌ بل لا يليقُ بصاحب الوعد عدم الاِلتزام بمقتضى وعده، فالتخلُّف عن الوفاء بالوعد مذمومٌ لدى العقلاء، لذلك فمِن المحتوم أنَّ الله عزَّ وجلَّ سيُدخِلُ مجتنبي الكبائر من المؤمنين الجنَّة لأنَّه تعالى وعَدَهم بذلك، واللهُ سبحانه لا يُخلفُ وعده كما قال جلَّ وعلا: ﴿وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾(7) وقال تعالى: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا﴾(8) وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾(9).

الوعيد بالعذاب لا يلزمُ منه حتميَّة الوقوع:

وأمَّا الوعيد والتهديد بما فيه شرٌّ وضررٌ على الآخر فلا يجب عند العقلاء الاِلتزام به بل يُعدُّ عدم الاِلتزام بالوعيد والتهديد من التفضُّل، ولهذا فليس من المحتوم أنْ يُعذِّب اللهُ تعالى مرتكبي الكبائر بالنار يوم القيامة، فهم وإنْ كانوا مستحقِّين للنار لأنَّ الله جلَّ وعلا لا يتوعَّدُ أحدًا بالعذاب إلا وهو مستحِقٌّ له، فهم وإنْ كانوا مستحقِّين للعذاب لكنَّ اللهَ تعالى قد يُنجِزُ فيهم وعيده فيُعذِّبهم بعدله، وقد يتفضَّل عليهم فيعفو عنهم، وقد يُدخلُهم النار ردحًا من الزمن ثم يعفو عنهم فيُخرجهم منها ويُدخلهم الجنَّة، فالوعيد بالعذاب لا يُلازمُ حتميَّة وقوعه أو حتميَّة استمراره، لأنَّه لا يجبُ الالتزام بالوعيد. لذلك قال الله تعالى يصفُ نفسه: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ﴾(10) فالعفو عن أحدٍ لا يكون إلا في فرض استحقاقه للعقوبة، فهو تعالى قد توعَّده بالعقوبة ولكنَّه قد يعفو عنه، وكذلك هو مقتضى وصف الله تعالى نفسه بالغفور، فإنَّ مقتضاه أنَّه قد توعَّد مرتكبَ الذنب بالعقوبة ولكنَّه قد يغفرُ فيُسقِط عنه العقوبة المستحقَّة، ولذلك قال تعالى: ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾(11) فمرتكبُ الكبيرة ينبغي أنْ يطمعَ ويرجو أنْ لا يُعذِّبه اللهُ عليها يوم القيامة، فهو وإنْ كان قد توعَّده بالعذاب يوم الدين لكنَّه ينبغي أنْ يرجو أنْ لا يُعذِّبه الله تعالى، وليس للرجاء محلٌّ لو كان مؤدَّى الوعيد حتميَّ الوقوع.

ويقول تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾(12) فهؤلاء الذين أسرفوا على أنفسِهم قد ارتكبوا الكبائر، ولهذا فهم مشمولون لوعيد الله بالعذاب ولكنَّه لا يصحُّ منهم اليأس والقنوط بل يجبُ عليهم الطمع والرجاء بأنْ يتفضَّل اللهُ عليهم فلا يُنفِذُ فيهم وعيده بل يغفرُ لهم جميع ذنوبهم، فهذا يدلُّ على أنَّ الوعيد بالعذاب لا يلزمُ منه حتميَّة الوقوع للعذاب.

وكذلك قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾(13) فمعنى الغفران لأحدٍ هو أنَّه قد توعَّده بالعذاب والعقوبة ولكنَّه قد تفضَّل عليه فغفر له.

وبما ذكرناه يتَّضح أنَّ أهل الكبائر قد يعفو اللهُ تعالى عن بعضِهم فلا يدخلون النار، وقد يدخل بعضُهم النار ثم يُدرِكهم عفوُ الله تعالى فيخرجون من النار ويدخلون الجنَّة، وكلُّ ذلك لا يُنافي ما دلَّت عليه الآياتُ والروايات من الوعيد بدخول أهل الكبائر للنار أو الخلود فيها، فإنَّ الإخبار عن دخولهم النار والإخبار عن خلودهم في النار وعيدٌ من الله تعالى، والوعيد لا يجب الاِلتزام به بل يُعدُّ عدم الإنفاذ له مِن قِبَل المتوعِّد تفضُّلًا وامتنانًا منه على مَن توعَّده، وقد أخبر اللهُ تعالى عن أنَّه قد يتفضَّل فيعفو ويغفر. وهذا هو معنى ما ورد في الدعاء المأثور عن الإمام الصادق (ع): "يا مَن إذا وعَدَ وفى، وإذا توعَّد عفى، صلِّ على محمَّدٍ وآلِ محمَّد وافعل بي أولى الأمرين بك، فانَّ من شأنِك العفو وأنت أرحمُ الراحمين"(14).

ثم إنَّ العفو والمغفرة التي قد يمنحُها الله تعالى لبعض عباده من أهل الكبائر قد تصدرُ منه جلَّ وعلا ابتداءً، وقد تصدرُ منه بعد شفاعة الشافعين كالنبيِّ الكريم محمَّدٍ (ص) وأهل بيته (ع) ولذلك وردت رواياتٌ كثيرة تفوقُ حدَّ التواتر الإجمالي تدلُّ على أنَّ النبيَّ الكريم (ص) وأهل بيته (ع) يشفعون لبعض أهل الكبائر، فمِن ذلك ما ورد في الصحيح عن محمد بن أبي عمير، قال: سمعتُ موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول: ".. حدثني أبي عن آبائه، عن عليٍّ (عليهم السلام) قال: سمعتُ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) يقول: "إنَّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمَّتي، فأمَّا المُحسنون منهم فما عليهم مِن سبيل"(15).

وقد ثبتَ من القرآن أنَّ الله تعالى يأذنُ لبعض عباده من الملائكة والمرسلين والأولياء والصالحين بالشفاعة كقوله تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾(16) وقوله تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾(17) وقوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾(18) وقوله تعالى: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾(19).

ولهذا قال الشيخ المفيد في أوائل المقالات: "واتَّفقت الإماميَّةُ على أنَّ رسول الله (ص) يشفعُ يوم القيامة لجماعةٍ من مرتكبي الكبائر من أمَّته، وأنَّ أميرَ المؤمنين (ع) يشفعُ في أصحاب الذنوب من شيعتِه، وأنَّ أئمة آل محمَّد (عليهم السلام) يشفعون كذلك ويُنجِّي اللهُ بشفاعتهم كثيرًا من الخاطئين"(20).

ويقول الشيخ الصدوق: "اعتقادُنا في الشفاعة أنَّها لمَن ارتضى اللهُ دينَه من أهل الكبائر والصغائر، فأمَّا التائبون من الذنوب فغيرُ محتاجين إلى الشفاعة. وقال النبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلم): "مَن لم يُؤمِن بشفاعتي فلا أنالَه الله شفاعتي".. والشفاعةُ للأنبياء والأوصياء والمؤمنين والملائكة .. والشفاعةُ لا تكون لأهلِ الشكِّ والشرك، ولأهلِ الكفر والجحود، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد"(21).

التوجيه لمعتبرة حمزة بن حمران:

وبمجموع ما ذكرناه يتَّضح التوجيه لِما ورد في معتبرة حمزة بن حمران قال: قال أبو عبد اللَّه (ع): "يُقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينةٍ يُقال لها طوس، مَن زاره إليها عارفًا بحقِّه أخذتُ بيده يوم القيامة وأدخلتُه الجنَّة وإنْ كان من أهل الكبائر"(22).

فإنَّ المراد من قوله: "أخذتُ بيده يوم القيامة وأدخلتُه الجنَّة" هو أنَّ مَن يزور الإمام الرضا (ع) عارفًا بحقِّه فإنَّ الله تعالى يُكرمُه يوم القيامة بشفاعة الإمام الصادق (ع) وإنْ كان من أهل الكبائر، فهو وإنْ كان مستحقًّا للنار لارتكابه لبعض الكبائر أو لعددٍ من الكبائر لكنَّ اللهَ تعالى يعفو عنه بشفاعة الأئمة (ع) تقديرًا لإيمانه بإمامة الإمام الرضا (ع) وزيارته لقبره الشريف.

وليس معنى ذلك أنَّه لن يناله عذاب، فقد يُبتلى في الدنيا، وقد يُعذَّب في قبره أو عند حشره قبل أن تُدركه شفاعة الإمام (ع) فيأخذُ بيده ويُدخِله الجنَّة، ثم إنَّ الرواية لا تدلُّ على أنَّ كلَّ مَن زار الإمام الرضا(ع) من أهل الكبائر فإنَّه سيحظى حتمًا بالشفاعة فإنَّ الروايات المستفيضة دلَّت على أنَّ عددًا من الكبائر يُحرم مرتكبُها من الشفاعة مثل الاستخفاف بالصلاة، والشرب للمسكر كما ورد عن الإمام الصادق (ع): "انّ شفاعتنا لا تنال مستخفًّا بالصلاة"(23).

وما ورد عنه (ع) قال: "إنَّ شفاعتنا لا تنال مستخفًّا بالصلاة، ولم يرد علينا الحوض مَن يشرب من هذه الأشربة، فقال له بعضهم: أيُّ أشربةٍ هي؟ فقال (ع): كلُّ مسكر"(24).

ومثل الظلم كما ورد عن الرسول الكريم (ص) أنَّه قال: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمَّتي ما خلا الشرك والظلم"(25).

وكذلك ورد عن الصادق (ع) عن أبيه قال: قال رسولُ الله (ص): "صنفان لا تنالُهما شفاعتي: سلطانٌ غَشوم عسوف وغالٍ في الدين، مارقٌ منه غيرُ تائبٍ ولا نازع"(26)، ورواه الصدوق في الخصال ولكنه قال: "صاحب سلطانٍ عسوف غشوم"(27).

وغير ذلك من الروايات التي نصَّت على أنَّ مرتكبي بعض الكبائر محرومون من الشفاعة، فمعتبرةُ حمزة بن حمران وإنْ كانت ظاهرة في الإطلاق لعموم أهل الكبائر لكنَّ مقتضى الجمع بينها وبين الروايات المستفيضة هو أنَّ بعض أهل الكبائر ليسوا مشمولين لإطلاق المعتبرة.

والحمد لله ربِّ العالمين

الشيخ محمد صنقور

12 / ربيع الآخِر / 1442هـ

28 / نوفمبر / 2020م


1- فيض القدير -المناوي- ج1 / ص103، شرح المقاصد -التفتزاني- ج2 / ص232، المواقف -الآيجي- ج3 / ص548، التسهيل لعلوم التنزيل -الغرناطي الكلبي- ج2 / ص87.

2- سورة النساء / 31.

3- سورة النساء / 10.

4- سورة النور / 23.

5- سورة الرعد / 25.

6- سورة الأنفال / 15-16.

7- سورة الروم / 6.

8- سورة مريم / 61.

9- سورة التوبة / 111.

10- سورة الشورى / 25.

11- سورة الشعراء / 82.

12- سورة الزمر / 53.

13- سورة الفتح / 14.

14- تهذيب الأحكام -الشيخ الطوسي- ج3 / ص91.

15- التوحيد -الشيخ الصدوق- ص407.

16- سورة الأنبيا ء/ 28.

17- سورة البقرة / 255.

18- طه / 109.

19- سورة النجم / 26.

20- أوائل المقالات -الشيخ المفيد- ص47.

21- الاعتقادات في دين الإماميَّة -الصدوق- ص66.

22- عيون أخبار الرضا (ع) -الشيخ الصدوق- ج2 / ص290.

23- ثواب الأعمال -الصدوق- ص228.

24- مستدرك الوسائل -النوري- ج17 / ص85.

25- روضة الواعظين -الفتال النيسابوري- ص501.

26- قرب الإسناد -الحميري- ص64.

27- الخصال -الصدوق- ص63.