الحُجُرات: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ..﴾ -1
أعوذُ بالله من الشيطانِ الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين، اللهمَّ يا مَنْ سَما فِي العِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الاَبْصارِ، وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الاَفْكارِ، يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتَفَرَّدَ بِالآلاِء وَالكِبْرِياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يا مَنْ حارَتْ فِي كِبْرياءِ هَيْبَتِهِ دقائِقُ لَطائِفِ الاَوْهامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِ الاَنام، يا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ، وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ، صلِّ على محمد وآلِ محمد، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ، وَلا تَكِلْنا إِلى غَيْرِكَ، وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ، وَبارِكْ لَنا فِيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ أَعْمارِنا، وَأَصْلِحْ لَنا خَبِيئَةَ أَسْرارِنا، وَأَعْطِنا مِنْكَ الاَمانَ، وَاسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِ الاِيمانِ، وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَيَّامِ وَالاَعْوامِ، يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهً إِلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ (صلَّى الله عليه وآله).
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ -ونفسي- بِتَقْوَى اللَّهِ وطَاعَتِهِ، فَإِنَّهَا النَّجَاةُ غَداً، والْمَنْجَاةُ أَبَداً.
يقول اللهُ تعالى في محكم كتابه المجيد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾(1).
الحديثُ حول هذا المقطعِ من الآيةِ المباركةِ من سورة الحُجُرات يقعُ في محاور:
تحديد المراد من الظنِّ في الآية المباركة:
المحور الأول: حول المراد من الظنِّ في الآية المباركة، فإنَّ الظاهر بمقتضى مناسبات الحكم والموضوع هو أنَّ المراد من الظنِّ في الآية هو مطلقُ ما يُقابلُ اليقين والعلم القطعي، فكلُّ ما ليس بيقينٍ فهو ظنٌّ، وعليه فالمرادُ من الظنِّ في الآية هو الأعمُّ من الظنِّ المنطقي والاحتمالِ والشك.
فالظنُّ في الآية يشملُ الاحتمال القوي الراجح، وهذا هو الظنُّ المنطقي، ويشملُ الاحتمالَ الضعيفَ المرجوح، ويشمل الشكَّ والذي يتساوى فيه احتمالُ الوجود واحتمالُ العدم. فحين أسمعُ أنَّ زيداً قد مات، فتارةً أقطع وأجزم بأنَّه قد مات فهذا هو اليقين، وتارةً لا أقطعُ بذلك وإنَّما أحتملُ ذلك احتمالاً راجحاً قويَّاً تتجاوز نسبتُه الخمسين في المائة، وهذا هو الظنُّ في اصطلاح المناطقة، وتارةً احتملُ ذلك احتمالاً ضعيفاً مرجوحاً وهذا هو الاحتمالُ المنطقي، وتارةً أحتملُ موتَه واحتملُ عدمَ موته بنحوٍ يكون كلٌّ من الاحتمالين مساوياً للآخر في النسبة، وهذا هو الشك.
والجامعُ كما لاحظتم بين الظنِّ والاحتمالِ والشك هو أنَّها ليست بيقين. فالآية المباركة تأمرُ باجتناب الكثير من الظنِّ والمقصود من ذلك -ظاهراً- هو الأمر باجتناب ما ليس بيقين.
الظنُّ المأمورُ باجتنابه والموصوفَ بالإثم:
المحور الثاني: أنَّ الملاحظ في الآية المباركة هو أنَّها لم تأمرْ باجتناب مُطلق الظنِّ وإنَّما أمرت باجتناب كثيراً من الظنِّ، وكذلك فإنَّها لم تصفْ مُطلقَ الظنِّ بالإثم بل وصفت بعضَ الظنِّ بالإثم، وهو ما يُعبِّر عن أنَّ البعضَ الآخر من الظنِّ ليس من الإثم، فما هو الظنُّ الذي أمرتِ الآيةُ باجتنابه ووصفته بالإثم؟
الظاهرُ أنَّ الظنَّ المأمورَ باجتنابه والموصوفَ بالإثم هو الظنُّ السيءُ، كأنْ تظنَّ في مؤمنٍ أنَّه فعلَ ما لا يليقُ صدورُه من مؤمنٍ بأنْ تظنَّ فيه أنَّه فعلَ حراماً أو تركَ فريضةً عمداً، فهذا هو الظنُّ السيء، وذلك في مقابل الظنِّ الحسَن كأنْ تظنَّ في مؤمنٍ أنَّه لا يفعلُ الحرام أو أنَّه كان معذوراً فيما فعلَ أو فيما قال، أو تظنَّ أنَّ ما قيلَ في حقِّه من سوء ليس صحيحاً، فهذا هو الظنُّ الحسَن.
فالذي يُميِّز الظنَّ السيءَ من الظنِّ الحسَن هو طبيعةُ القضيَّة المظنونة، فإنْ كانت القضيَّةُ المظنونةُ مسيئةً لمَن لا تصحُّ الإساءةُ إليه فهو من الظنِّ السيء، وإنْ كانت القضيَّةُ المظنونةُ مناسبةً لحال المظنونِ فيه كما لو ظننتَ في مؤمنٍ أنَّه صالحٌ وملتزمٌ بالفرائض فهو من الظنِّ الحسَن، فالظنُّ ليس قبيحاً في نفسِه وإنَّما يكون قبيحاً بمتعلَّقِه كما لو كان فيه إساءةٌ لمَن لا تصحُّ الإساءةُ إليه. ولهذا لم تنهَ الآيةُ عن مُطلقِ الظنِّ وإنَّما نهت عن بعض الظنِّ ووصفته بالإثم، وهو الظنُّ المسيء بمَن لا تصحُّ الإساءة إليه.
تأييد المراد من الظنِّ في الآية بالروايات:
وهذا المعنى هو المستفادُ من كلماتِ أهل البيت (ع) فمِن ذلك ما رُوي عن الرسول الكريم (ص) أنَّه قال: "من أساءَ بأخيه الظنَّ فقد أساءَ بربِّه، إنَّ الله تعالى يقولُ: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾"(2). هذه الرواية تُبيِّن أنَّ الظنَّ المنهيَّ عنه في الآية هو الظنُّ السيء، والذي منه -بحسب الرواية- إساءةُ الظنِّ بالأخ المؤمنِ والذي نزَّلته الروايةُ منزلةَ إساءةِ الظنِّ بالله جلَّ وعلا.
وورد عن أمير المؤمنين (ع) أنَّه قال: اطرحوا سوءَ الظنِّ بينكم، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ نهى عن ذلك"(3) وورد عنه (ع) أنَّه قال: "سوءُ الظنِّ بالمُحسنِ شرُّ الإثم وأقبحُ الظلم"(4) وورد عنه (ع) أنَّه قال: "لا دينَ لمُسيءِ الظنِّ"(5) وأنَّ "آفةَ الدِّين سوءُ الظنِّ"(6) وورد في المأثور عنه أيضاً أنَّه قال: "شرُّ الناسِ من لا يثقُ بأحدٍ لسوءِ ظنِّه، ولا يثقُ به أحدٌ لسوءِ فعلِه"(7) فهذه الروايات ومثلُها تدلُّ على أنَّ الظنَّ المنهيَّ عنه -والذي هو من الإثم- هو الظنُّ السيءُ، وليس هو مطلق الظنِّ.
كيف عالجت الروايات ما ينقدحُ في النفسِ من ظنٍّ سيء:
هذا وقد تصدَّت الرواياتُ الواردةُ عن أهل البيت (ع) لمعالجة ما ينقدحُ في النفس من ظنٍّ سيء بالمُؤمن نتيجةَ بعض الإخبارات أو المشاهداتِ المَشوبةِ بشيءٍ من الغموض، فأفادت أنَّه إذا بلغَك عن أخيك المؤمنِ أنَّه فعلَ حراماً أو فعل ما لا يليقُ بالمؤمنِ فعلُه فإنَّه لا يصحُّ ترتيبُ الأثر على هذا الظنِّ الناشئ عن الخبر الذي بلغَك، فلا يصحُّ هجرانُ هذا المؤمن أو توبيخُه وتقريعُه أو الطعنُ عليه أو التشهيرُ به استناداً إلى هذا الخبر الظنِّي، وكذلك لو شاهدتَه يقومُ بفعلٍ يُحتمَل فيه الحرمة أو يُحتمل فيه ما يُوجب المنقصة فإنَّه لا يصحُّ البناءُ على أنَّه فعلَ محرَّماً أو فعلَ ما فيه منقصةٌ بل يتعيَّنُ عليكَ أنْ تحملَ فعلَه على الصحَّة، وأنَّ ما فعلَه قد لا يكونُ حراماً أو لعلَّه معذورٌ بعذرٍ لم تقفْ عليه، ولعلَّه كان غافلاً أو مشتبِهاً، فلا يسوغُ لك أنْ تبني على ارتكابه للحرام لمجرَّد الظنِّ، وأنْ ترتِّب على هذا الظنِّ التشهيرَ به أو هجرانَه أو تقريعَه. بل يحسنُ منك العملُ على طرد هذا الظنِّ من نفسِك لأنَّه من سوءِ الظنِّ بالمؤمن.
وهذا المعنى الذي ذكرناه هو المستفادُ من مثل ما ورد عن الرسول الكريم (ص) قال: "اطلبْ لأخيك عذراً، فإنْ لم تجدْ له عُذراً فالتمسْ له عُذرا"(8) وكذلك ما ورد عن أَمِير الْمُؤْمِنِينَ (ع) "ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِه حَتَّى يَأْتِيَكَ مَا يَغْلِبُكَ مِنْه، ولَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِيكَ سُوءاً وأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمِلًا"(9) يعني إذا بلغَك عن أخيك ما يشينُه وأنَّه فعل ما لا يليقُ فعلُه فالتمسْ له عذراً، فلعلَّه لم يفعل، ولعلَّه فعل ذلك عن غير قصد أو توهَّم أنَّه مباحٌ أو كان مضطرَّاً أو غير ذلك من الأعذار، وهكذا لو سمعتَه أو شاهدته يفعلُ ما ظاهرُه السوء فلا تظنَّ به إرادةَ السوء، فلعلَّ ذلك نشأ عن غايةٍ حسنةٍ خفيتْ عليك ولعلَّه كان مشتبِهاً أو مضطراً.
ويقربُ أنَّ ذلك هو المرادُ ممَّا ورد عن أبي الحسن الكاظم (ع): "كَذِّبْ سَمْعَكَ وبَصَرَكَ عَنْ أَخِيكَ" يعني أنَّه إذا بلغك عن أخيك المؤمن ما يَشينُه فاعتبِر ما سمعته عنه مكذوباً عليه أو كأنَّك لم تسمعْه، وكذلك إذا أبصرت من أخيك ما يُشينُه فاحتمِل أنَّه كان معذوراً أو أنَّه قد ندِم وتاب.
ولعلَّ المقصود من قوله (ع): "كَذِّبْ "سَمْعَكَ وبَصَرَكَ عَنْ أَخِيكَ" هو أنَّه اعتبِر ما سمعتَه أو أبصرته بمنزلةِ العدم، فكأنك لم تسمعه ولم تُبصره بمعنى أنَّه لا تُرتِّب أثراً على ما سمعتَه أو أبصرته من أخيك فتهجرُه أو تُشهِّرُ به، ويؤيدُ هذا الفهم قوله (ع) بعد ذلك: "لَا تُذِيعَنَّ عَلَيْه شَيْئاً تَشِينُه بِه وتَهْدِمُ بِه مُرُوءَتَه، فَتَكُونَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّه فِي كِتَابِه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾"(10).
الحضُّ على الظنِّ الحسَن بالمؤمنين:
وهذا المعنى هو المستفادُ ظاهراً من قولِه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ .. لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾(11) فمفادُ الآية المباركة هو حضُّ المؤمنينَ على أنْ يظنَّ بعضُهم ببعض خيراً، وأن لا يُصغي أحدُهم لتهمةٍ أشُيعتْ على أحدٍ منهم بل عليهم أنْ يُبادروا لوصفِ كلِّ تُهمة لمؤمنٍ أو مؤمنةٍ بالإفك والبهتان.
وقوله تعالى: ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا﴾ فيه إشارةٌ إلى أنَّه ينبغي لكلِّ مؤمنٍ أنْ يُنزِّل المتَّهمَ من إخوانه المؤمنين وأخواتِه المؤمنات منزلةَ النفس، فكما لا يُحبُّ المؤمنُ أنْ يُتهَم بسوء كذلك ينبغي أنْ لا يُحبَّ ذلك لسائر المؤمنين لأنَّهم بمنزلةِ النفس، وكما يحرصُ المؤمنُ على أن ينفيَ التُهَمة عن نفسِه كذلك ينبغي أنْ يحرصَ على نفي التُهمة عن سائر المؤمنين لأنَّهم بمنزلة النفس.
الآفاتُ الاجتماعيَّةُ المترتِّبةُ على سوءِ الظنِّ:
هذا وقد تصدَّت الرواياتُ الشريفةُ الواردة عن أهل البيت (ع) لبيان بعض الآفاتِ الاجتماعيَّة والنفسيَّة المترتِّبةِ على سوءِ الظنِّ، فمِن ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين(ع) أنَّه قال: "سوءُ الظنِّ يُفسدُ الأمورَ ويبعثُ على الشرور"(12).
فالمجتمعُ المُبتلى أفرادُه بسوء الظنِّ يكونُ مجتمعاً مفكَّكاً متهالكاً لا ينعَمُ بالأُلفة والإنسجام والتلاحم والتعاون والتراحم بل يسودُه التباغضُ والشَّحناءُ والشقاقُ والنزاعات، فالمراد ظاهراً من قوله (ع): "سوءُ الظنِّ يُفسدُ الأمور" هو أنَّه يُفسدُ العلائقَ الاجتماعيَّة وهو ما يُفضي إلى عدم التراحم والتكافل.
ومعنى قوله (ع) "ويبعثُ على الشرور" هو أنَّ سوءَ الظنِّ يبعثُ على الشقاق والنزاعات، وهي من أعظمِ الشرور التي تشقى بها المجتمعاتُ، إذ لا يُنتظرُ خيراً أو استقراراً أو تقدُّماً لمجتمعٍ تسودُه النزاعات، وهذا الأثرُ السيءُ لسوءِ الظنِّ الذي أفادته الروايةُ هو ذاتُه الذي ينعكسُ على العلاقة الشخصيَّة بين صديقين، فلا تستقيمُ علاقةٌ ولا تصفو حين يتخلَّلها سوءُ الظن بل إنَّ مآل هذه العلاقة هو الزوال بل مآلُها التشاحنُ والخصومةُ والعداء.
لا تستقيم علاقة زوجيَّة مع سوء الظن:
وكذلك هي العلاقة الزوجيَّة إذا ابتُليت بسوء الظنِّ من الطرفين أو من أحدِهما فإنَّها لا تستقيمُ، وإذا استقامت فإنَّها تكونُ دون أُلفةٍ وانسجامٍ، ودون طمأنينةٍ واستقرار، فما مِن شيءٍ يفتكُ بالعلائق كسوءِ الظن، ولهذا ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنَّه قال: "من غلبَ عليه سوءُ الظن لم يترك بينَه وبين خليلٍ صُلحا"(13) فالصلحُ متعذرٌ ما لم ينتفِ سوءُ الظن. وورد عنه (ع) أنَّه: "لا يغلبنَّ عليك سوءُ الظن، فإنَّه لا يدعُ بينك وبين صديقٍ صفحا"(14).
فالصداقةُ أو العلاقة الزوجيَّة التي يتخلَّلُها سوءُ الظنِّ في أيِّ شأنٍ من الشؤون غيرُ قابلةٍ للاستقرار، لأنَّ سوءَ الظنِّ يمنعُ من التغاضي والتسامُح، فسيءُ الظن يشقُّ عليه الصفحُ لاستحكام الظنِّ السيء في نفسه، ومَن أُسيء به الظنُّ يشقُّ عليه القبول بالصفح والحال أنَّه يجدُ صاحبَه مقيماً على سوءِ ظنِّه به، ولهذا فمآل هذه العلاقة هو الانفصامُ بل قد تستحيلُ إلى عداوةٍ لا تختصُّ به وبمَن أساء به الظنَّ بل تستوعبُ الأقاربَ والأصدقاء.
نستكملُ الحديثَ فيما بعدُ إنْ شاء اللهُ تعالى.
اللهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّد واغفرْ لعبادِك المؤمنين.
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ / قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ / مَلِكِ النَّاسِ / إِلَهِ النَّاسِ / مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ / الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ / مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾(15).
والحمد لله ربِّ العالمين
خطبة الجمعة - الشيخ محمد صنقور
21 من شهر رجب المعظم 1445هـ - الموافق 2 فبراير 2024م
جامع الإمام الصّادق (عليه السلام) - الدّراز
1- سورة الحجرات / 12.
2- ميزان الحكمة -الريشهري- ج2 / ص1786.
3- مستدرك الوسائل -النوري الطبرسي- ج9 / ص144
4- عيون الحكم والمواعظ -الواسطي- ص284.
5- ميزان الحكمة -الريشهري- ج2 / ص1786.
6- عيون الحكم والمواعظ -الواسطي- ص182.
7- عيون الحكم والمواعظ -الواسطي- ص295.
8- الخصال -الصدوق- ص622.
9- الكافي -الكليني- ج2 / ص362.
10- الكافي -الكليني- ج8 / ص147.
11- سورة النور / 11-12.
12- عيون الحكم والمواعظ -الواسطي- ص283.
13- عيون الحكم والمواعظ -الواسطي- ص433.
14- مستدرك الوسائل -النوري الطبرسي- ج9 / ص143.
15- سورة الناس.