عقوبة الزَّاني في الدُّنيا والآخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
ما هو عقاب الزاني والزانية في الدنيا والآخرة؟
الجواب:
أما العقوبة الجزائية القضائية في الدنيا فهي الجلد إذا كان الزاني أو الزانية غير مُحصنين، وأمَّا اذا كانا محصنين فعقوبتُهما الرجم، وتكون عقوبة الزاني القتل لو زنا بامرأةٍ غصبًا أو زنا بذات محرم.
وأمَّا العقوبة الإلهية غير الجزائية في الدُّنيا فقد بَيَّنتها بعض الرّوايات.
منها: ما رواه الشيخ الصدوق في الخصال بسنده عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله: يا معشر المسلمين إيَّاكم والزنا فإنَّ فيه ستُّ خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأمَّا التي في الدنيا فإنَّه يذهب بالبهاء، ويورث الفقر، وينقص العمر، وأمَّا التي في الآخرة فإنَّه يُوجب سخط الربِّ وسوءِ الحساب والخلود في النار. ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وآله : " سولت لهم أنفسُهم أنْ سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون"(1)
وأورد الشيخ الصدوق في العلل قريباً ما يقرب من مفاد الرواية بسنده عن ابن إسحاق الخراساني عن أبيه : أنَّ عليَّاً عليه السلام قال : إيَّاكم والزنا فإن فيه ستُّ خصال ، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فاما اللواتي في الدنيا، فيذهب بالبهاء ويقطع الرزق الحلال، ويعجل الفناء إلى النار، وأمَّا اللواتي في الآخرة فسوءُ الحساب، وسخطُ الرحمن، والخلودُ في النار"(2)
ومنها: ما رُوِيَ عن الرَّسول الكريم (ص) قال: "أربع لا تدخلُ بيتًا واحدةٌ منهنَّ إلاّ خَرِب، ولم يَعمُر بالبركة، الخيانة، والسّرقة، وشرب الخمر، والزنا"(3)
ومنها: ما رواه الكليني بسنده عن الإمام الصادق (ع): "والذُّنُوبُ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ الْقَتْلُ.. والَّتِي تَحْبِسُ الرِّزْقَ الزِّنَا.."(4) وورد عن الإمام عليٍّ (ع): "الزنا يورث الفقر"(5).
ومنها: ما ورد عن الإمام الصادق (ع) قال: أوحى الله إلى موسى (ع) "لا تزنوا فتزني نساؤكم ومن وطئ فُرش امرءٍ مسلم وُطِئَ فراشه، كما تُدِين تُدَان".(6)
وأما ما ورد في عقوبة الآخره فروايات كثيرة:
منها: ما ورد في حديث المناهي عن الرسول (ص): "ألا ومن زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية، حُرَّة أو أَمَةٍ ثُمَّ لم يتب ومات مُصِرًّا عليه، فتح الله له في قبره ثلاثة مائة باب، تخرج منها حيات وعقارب وثعبان النار، فهو يحترق إلى يوم القيامة، فإذا بُعِثَ من قبره تأذَّى الناس من نتنِ ريحه، فيُعرَف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا حتى يُؤمَر به إلى النار"(7).
ومنها: ما رواه الكليني بسنده عن عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَالَ: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَقَرَّ نُطْفَتَه فِي رَحِمٍ يَحْرُمُ عَلَيْه"(8)
ومنها: ما ورد عن رسول الله (ص): "اشتدَّ غضبُ الله عزَّ وجَلَّ على امرأة ذات بعلٍ ملأت عينها من غير زوجها أو غير ذي محرم منها، فإنَّها إن فعلت أحبط اللهُ كلَّ عملٍ عملته، فإنْ أوطأت فراشه غيرَه كان حقًّا على الله أنْ يُحرقها بالنَّار بعد أن يُعذِّبها في قبرِها"(9).
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
----------------
1-الخصال - الصدوق- ص 320
2-علل الشرائع - الصدوق- ج2/ 479.
3- الأمالي- الصدوق-ص 482.
4- الكافي الكليني-ج2/ 448،
5- الخصال- الصدوق-ص 505.
6- الكافي- الكليني- ج5/ 553.
7- من لا يحضره الفقيه- الصدوق- ج4/ 12.
8 الكافي - الكليني- ج5/ 541.
9- ثواب الأعمال - الصدوق- ص 287، وسائل الشيعة- الحر العاملي- ج20/ 232.