مرجوحيَّة لبس النعل السوداء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
قرأتُ في كتاب الوسائل رواية عن حنان بن سدير قال: دخلتُ على أبي عبدالله (ع) وفي رجلي نعلٌ سوداء، فقال: ما لك وللسوداء؟ أما علمتَ أن فيها ثلاث خصال: تُضعف البصر، وتُرخي الذكر، وتُورثُ الهمَّ، وهي مع ذلك من لباس الجبَّارين"(1).
فهذا الحديث يدلُّ على كراهة لبس النعل السوداء، فهل هذه الكراهة تختص بالرجال؟ أم تشمل حتى النساء؟
الجواب:
ورد في عددٍ من الروايات عن أهل البيت (ع) ما يظهرُ منه مرجوحيَّة لبس النعل السوداء منها الرواية المذكورة:
ومنها: ما رواه الكليني بسنده عن ابن محبوب عمَّن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) أنَّه نظر إلى بعض اصحابه وعليه نعلٌ سوداء، فقال: "مالك و للنعل السوداء؟ أما علمت أنَّها تضرُّ بالبصر، وتُرخي الذكر، وهي بأغلي الثمن من غيرها، وما لبسها أحدٌ الا اختال فيها"(2).
ومنها: ما رواه الكليني أيضاً بسنده عن عبيد بن زراره قال: رآني أبو عبد الله (ع) وعليَّ نعلٌ سوداء فقال: "يا عُبيد مالك وللنعل السوداء؟! أما علمتَ أنَّ فيها ثلاث خصال: تُرخي الذكر وتُضعفُ البصر، وهي أغلي ثمناً من غيرها، وإنَّ الرجل يلبسُها وما يملك إلا اهله وولده فيبعثه الله جبَّاراً"(3).
فمفاد هذه الروايات هو مرجوحيَّة لبس النعل السوداء، وذلك لا يختص بالرجال دون النساء بقرينة ما اشتملت عليه من بيان الحكمة في المرجوحيَّة، فإنَّ بعضها مما لا يختصُّ بالرجال كاقتضائها للهمِّ، وضعفِ البصر، والخيلاء، وكون لبسها من التشبُّه بالجبارين.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 5 ص 67.
2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 5 ص 67.
3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 5 ص 68.