معنى: (.. والعار أولى من دخول النار)
المسألة:
ما معنى ما رُوي عن الإمام الحسين (ع): "الموت أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار"(1).
الجواب:
مفاد الفقرة الأولى:
هو أنَّه إذا دار الأمر بين الموت وبين فعل ما هو مشين ومستوجب للعار فاختيار الموت أولى وأرجح بنظر العقلاء، فلو اقتضى الحال انْ يُدافع الإنسان عن عرضه فيكون في معرض القتل وبين انْ يترك عِرضه فيُعبث فيه وهو يسلم فاختيارُ الموت والدفاع عن العِرض هو الذي يقتضي التعقُّلُ سلوكه بل إنَّ ذلك هو مقتضى التدين.
ومفاد الفقرة الثانية:
هو أنَّه إذا دار الأمر بين فعل ما هو مشين بنظر الناس ومستوجبٌ للعار وبين دخول النار فاختيار الفعل المستوجب للعار والتشهير أولى من دخول النار.
فلو خُيِّر الإنسان المحترم بين الجلد بتهمةِ الزنى والقطع بتهمة السرقة وبين ممالئة السلطان الجائر وإعانته على ظلمه فهو في الواقع تخيير بين العار وبين النار لأنَّ ممالأة السلطان الجائر وإعانته على ظلمه من موجبات دخول النار. فمقتضى التعقُّل والتدين هو اختيار القبول بالعار حتى لا يكون مصيره الخلود في النار.
ولعل مراد الإمام (ع) من قوله: "والعار أولى من دخول النار" هو الإشارة إلى انَّ اختيار القتل والسبي الذي يُعدُّ هزيمةً وعارًا في نظر الناس أولى من ممالأة الظالمين لأنَّ ممالأة الظالمين معناه اختيار النار على العار.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج44 / ص192.