أخوةُ النبيِّ وأخواتُه من الرضاعة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد

المسألة:

ما هي أسماء أخوة وأخوات النبيِّ (ص) من الرضاعة، وهل أسلموا أم لا؟ وكيف تعامل النبيُّ (ص) معهم في غزوة هوازن؟

الجواب:

أمَّا أخوته (ص) من الرضاعة فهم كما قيل:

الأول: حمزة بن عبد المطلب عمُّ النبي الكريم (ص) فهو أخوه من الرضاعة لأنَّهما ارتضعا من ثُويبة أمة أبي لهب، وقيل إنَّ حمزة ارتضع أيضاً من حليمة السعديَّة، فإذا صحَّ ذلك فحمزة أخٌ للنبيِّ (ص) من الرضاعة من جهتين، من جهة ثويبة، ومن جهة حليمة السعدية. وقد استُشهد حمزة في غزوة أحد وهو المُلقَّب بأسد الله وأسد رسوله (ص) وسيِّد الشهداء.

الثاني: أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عمِّ النبي (ص) فهو أخو النبيِّ (ص) من الرضاعة لأنَّهما ارتضعا من حليمة السعدية، وقد تأخَّر إسلامُه إلا أنَّه حين أسلم حسُنَ إسلامه، فكان من خيار الصحابة وهو من الثمانية الذين ثبتوا يوم حنين فكان مُمسكاً ببغلة النبيِّ (ص) وعليٌّ أمير المؤمنين (ع) كان بين يدي النبيِّ (ص) يدفعُ عنه مَن يقصده من المشركين.

الثالث: عثمان بن مظعون أبو السائب القرشي كان من أوائل مَن أسلموا في مكة، وقد هاجر الهجرتين وشهد بدراً، ومات بعد ذلك في حياة النبيِّ (ص) وهو أول مَن مات من المهاجرين في المدينة، وكان معروفاً بالزهد والانقطاع لله تعالى، فهو من فضلاء الصحابة.

الرابع: عبدالله بن عبد الأسد بن هلال المخزومي المعروف بأبي سلمة، زوجُ أمِّ سلمة، هاجر وزوجته إلى الحبشة ثم عاد وهاجر إلى المدينة، وشهد بدراً، وتُوفي بعد ذلك في حياة النبيِّ (ص) وتزوَّج النبيُّ (ص) بزوجته السيِّدة أم سلمة، وكانت أمُّه من الرضاعة هي ثويبة مولاة أبي لهب. فأخوّته للنبيِّ (ص) من الرضاعة من جهة ثويبة.

الخامس: حفص بن حليمة السعدية أخٌ للنبي (ص) من الرضاعة لأنَّ النبيَّ (ص) ارتضع من أمِّه حليمة.

السادس: عبدالله بن الحارث السعدي قيل إنَّه أسلم بعد وفاة النبيِّ (ص) وكان إبناً لحليمة السعدية، فيكون أخاً للنبيِّ (ص) من الرضاعة لأنَّ النبيَّ (ص) قد ارتضع من أمِّه حليمة.

وأمَّا أخوات النبيِّ (ص) من الرضاعة فهما كما قيل الشيماء بنت الحارث وأنيسة بنت الحارث.

أمَّا الشيماء فقيل إنَّ اسمَها حذافة أو جذامة وهي تكبر النبيَّ (ص) سنَّاً وكانت تحضنه مع أمِّها حليمة كما قيل، وهذه هي التي جاءته يوم هوازن فأكرمها النبيُّ (ص) وفرش لها رداءه، وكانت قد أسلمت وخيَّرها النبيُّ (ص) بين البقاء معه مكرَّمة أو العودة إلى أهلها فاختارت العودة إلى أهلها فوهبَها النبيُّ (ص) عدداً من الهدايا.

وأمَّا أنيسة فذكروا أنَّها أخته من الرضاعة لأنَّها بنت للحارث زوج حليمة مرضعةِ النبيِّ (ص) ولم نجد ما يدلُّ على وجودها بعد مبعث النبيِّ (ص).

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور