هم أبناءٌ شرعيون لآبائهم، ولا يجوز وصفهم أنَّهم أبناءُ زنا أو أبناء حرام لمجرَّد أنَّهم كفَّار أو لمجرد بطلان عقيدتهم، وقد نصَّت على ذلك الروايات الواردة عن أهل البيت (ع):

منها: موثقة أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يقال للإماء : يا بنت كذا وكذا ، فإنَّ لكلِّ قوم نكاحاً" (1)

يعنى أنَّ كلِّ من وُلد من طريق النكاح بحسب معتقد أبويه فهو شرعيٌّ، يعني أنَّ الإسلام قد أمضى عقود النكاح كلٌّ بحسب عقيدته، فلا يجوز وصف أحدٍ أنَّه ابن زنا لمجرد أنَّه لا يعتقدُ بالإسلام إذا كان قد تولَّد من طريق النكاح الذي يعتقدُ بحسب دينه أنَّه صحيح.

 ومنها: صحيحة الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع): أَنَّه نَهَى عَنْ قَذْفِ مَنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ الإِسْلَامِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعْتَ عَلَى ذَلِكَ مِنْه"(2)

يعني لا يجوز أنْ تقذفَ أحداً بأنَّه ابن زنا لمجرَّد أنَّه على غير دين الإسلام، نعم لو علمتَ يقيناً أنَّه تولَّد من غير نكاح بحسب دينه فهو في هذا الفرض ابن زنا، أمَّا إذا تولَّد من طريق النكاح بحسب ما يعتقد به في دينه فهو شرعي .   

والحمد لله ربِّ العالمين 

الشيخ محمد صنقور

---------

1-وسائل الشيعة – الحر العاملي- ج21/ 199.

2- الكافي – الكليني- ج7/ 240.