الحكم بالنجاسة من الأمور الاعتبارية المجعولة من قبل الشارع المقدس فهي غير خاضعة للإستحسانات.

ولو كان البناء هو ملاحظة ما ذكرتم لحكمنا بطهارة الدم الموجود في رحم المرأة والذي يتغذى عليه الجنين والحكم بطهارة البول مثلا لإنه يخرج من الإنسان والإنسان طاهر فما يخرج منه ينبغي أن يكون طاهراً.

فالحكم بطهارة الشئ أو نجاسته لا يكون على أساس منافعه وما سيؤول إليه هذا الشئ وإنما يلحظ من جهة نظافته أو قذارته الفعلية قبل تحوُّله، فالبول أصله من الماء والغائط أصله من الطعام والشراب فلا يصح أن يُقال انه ينبغي الحكم بطهارتها لان المناط ملاحظة ما عليه البول والغائط من قذارة فعلية وان كان أصله من أمورٍ طيبة وطاهرة.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور