الفرق بين الإنزال والتنزيل في القرآن
المسألة:
ما هو الفرق بين الإنزال والتنزيل في القرآن الكريم؟
الجواب:
الفرق بين الإنزال والتنزيل هو انَّ الإنزال يكون دفعياً والتنزيل يكون تدريجياً(1).
فقوله تعالى مثلاً: ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ﴾(2).
فلأن التوارة أُنزل في الألواح على نبي الله موسى دفعةً واحدة وكذلك الإنجيل لذلك ناسب التعبير بالفعل الماضي غير المشدَّد الوسط (أَنَزَل).
وأما القرآن فلأنَّه نزل على رسول الله? منجَّماً مفرَّقاً مدةَ دعوته المباركة لذلك ناسب التعبير عنه بـ(نزَّل) بتشديد الوسط.
ثم انَّ الإنزال أُسند إلى القرآن في بعض الآيات مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾(3)، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾(4) وذلك لانَّ القرآن كما أكدت ذلك بعض الروايات(5) نزل على كيفيتين فقد نزل ليلة القدر دفعةً واحدة ونزل متفرقاً على مدى ثلاثٍ وعشرين سنة مدة الدعوة المباركة وكان ذلك بحسب أسباب النزول.
وأما التنزُّل فهو أيضاً بمعنى النزول التدريجي أو على مهل كما يذكر اللغوييون(6).
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- وقيل انَّ الانزال يُستعمل في الاعم بخلاف التنزيل فإنه يختص بالنزول او الانزال التدريجي وقيل ان الانزال اذا لوحظ مقابلاً للتنزيل كان مفيدًا للنزول الدفعي وإلا فهو مفيد للأعم.
2- سورة آل عمران / 3.
3- سورة القدر / 1.
4- سورة الدخان / 3.
5- تفسير القمي -علي بن إبراهيم القمي- ج2 ص431، قال الشيخ الصدوق في كتابه الاعتقادات في دين الامامية: (اعتقادنا في ذلك انَّ القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة الى البيت المعمور ..) ص82.
6- تاج العروس -الزبيدي- ج15 ص729، الصحاح -الجوهري- ج 5 ص 1829، لسان العرب -ابن منظور- ج 11 ص 657، مختار الصحاح -محمد بن عبد القادر- ص 335.