معنى: (على حدِّ الشرك والكفر)
المسألة:
ما المقصود من قولهم (على حد الشرك أو الكفر) فهل هو مشرك وكافر بحيث تترتب عليه الأثار الأخروية دون الدنيوية؟ أم يترتب عليه الأمران؟ وكذلك الرياء فإنه شرك خفي فهل يحكم عليه بأحكام المشركين؟ وماذا حاله في الآخرة لو مات على ذلك؟
الجواب:
ثمة بعض العظائم من الذنوب يرتكبها المسلم فيكون على حدِّ الشرك أو الكفر مثل الردِّ على أهل البيت (ع) أو ترك الصلاة والمراد من هذا التعبير هو أنَّ مرتكب هذه العظائم في مرتبة الكافر أو المشرك يوم القيامة بحيث يكون جزاؤه وعقوبته يوم القيامة مساوقة أو قريبة من عقوبة المشرك أو الكافر.
وأما في الدنيا فإنَّ مرتكب هذه العظائم يبقى على ظاهر الإسلام وتترتب عليه أحكام المسلمين من الطهارة وجواز التناكح بينه وبين سائر المسلمين والتوارث بينه وبيهم ووجوب تجهيزه لو مات ودفنه في مقابر المسلمين وغير ذلك من الأحكام المترتبة على الإسلام.
وأما الرياء والذي عبَّرت عنه بعض الروايات بالشرك الخفي فهو يُوجب فساد العبادة. فلو صلّى رياءً أو حجَّ رياءً فإنَّ صلاته وحجَّه يكونان باطلين ويلزمه إعادتهما وهو مضافٌ إلى ذلك يكون مأثوماً إلا أنَّه لا يخرج بالرياء عن الإسلام بلَّ يظلُّ مسلماً وتترتب عليه أحكام المسلمين، على أن الرياء في عبادةٍ لا يوجب فساد العبادات الأخرى لو أخلص لله عزوجل عند أدائها.
فكل عبادة يكون حكمها على حدةٍ فالتي أخلص فيها تكون مجزية ويُثاب عليها والتي قصد فيها الرياء تكون باطلة يلزمه إعادتها.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور