الغرض من صيغة الجمع ﴿خَلَقْنَا﴾


المسألة:

بالطبع لا خالق الا الله ولكن لماذا في العديد من الآيات القرآنية تأتي بعض الصفات المتفردة بالالوهية بصيغة الجمع مثلا في سورة القلم في الايه الثانية والثالثة ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ ..﴾(1) فمن المقصود بإنا؟

أو ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا﴾(2)

أو ﴿نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ..﴾(3)

هنالك العديد من الايات التي أتت بصيغة الجمع وقد قرأت بعض التفاسير ولكنني لم اجد شيء بهذا الخصوص فأرجو التفسير

الجواب:

المقصود من صيغة الجمع في الآيات المذكورة وشبهها هو الله جلَّ وعلا، والغرض من استعمال صيغة الجمع في مثل هذه الموارد هو التأكيد على ثبوت مفاد الخبر وصدقيته وان المتكلم لا يشك في وقوعه، وكذلك فإنَّ استعمال صيغة الجمع في مثل هذه الموارد يكون لغرض التعبير عن خطورة الفعل المخبَر عن وقوعه أو ايقاعه أي التعبير عن أهميته أو عظمته وجلالة شأنه.

وذلك في مقابل إرادة المتكلِّم للتعبير عن حقارة الفعل أو عدم أهميته أو تعمُّد توهينه وتحقيره، فحينما يقتل العربي رجلاً ذي شأن أو رجلاً من ذوي الشجاعة والفروسيَّة فإنَّه يقول: قتلنا فلاناً، وأما حينما يكون المقتول رجلاً مغموراً أو حيواناً ضعيفاً فإنَّه يقول: قتلتُ رجلاً وجدتُه يتلصَّص مثلاً أو يقول: قتلت فأراً، ولو قال: قتلنا فأراً لكان ذلك مستهجَناً لكونه منافياً لمقتضيات البلاغة.

وكذلك فإنَّ العربي يقول: شربتُ ماءً وأكلتُ ثريداً ولكنه حين يتزوج امرأةً ذات شرفٍ ومن ذوات النسب الرفيع فإنَّه يقول: نكحنا هنداً.

والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ محمد صنقور


1- سورة الإنسان / 2.

2- سورة الإنسان / 23.

3- سورة الإنسان / 28.