تفسير الآيات
تفسير الآيات
1- (واللَّيل إذا يَغْشى) أقسم بالليل إذا يغشى النهار، أو يغشى الأرض، ويدل على الأوّل، قوله: (يُغشِي اللَّيلَ النَّهار)(1) بمعنى يأتي بأحدهما بعد الآخر، فيجعل ظلمة الليل بمنزلة الغشاوة للنهار ويحتمل المعنى الثاني، كما في قوله في سورة الشمس: (واللَّيل إذا يَغْشاها).
2- (والنَّهار إذا تَجَلّى) عطف على الليل، والتجلّ-ي ظهور الشيء بعد خفائه، وقد جاء الفعل في الآية الأولى بصيغة المضارع وفي الآية الثانية بصورة الماضي وفقًا لسورة الشمس كما مرّ.
3- (وما خَلَقَ الذَّكَر والأنثى) و"ما"موصولة كناية عن الخالق البارىَ للذكر والأنثى، سواء أكان من جنس الإنسان أو من جنس الحيوان، وتطبيقه في بعض التفاسير على أبينا آدم وزوجه حوّاء من باب التمثيل لا التخصيص.
وأمّا جواب القسم: هو قوله: (إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتّى)، وشتى جمع شتيت، كمرضى جمع مريض، و المراد تشتت السعي، فانّ سعي الإنسان لمختلف وليس منصبًَّا على اتجاه واحد، فمن ساع للدنيا ومن ساع للعقبى، ومن ساع للصلاح والفلاح، ومن ساع للهلاك والفساد.
ثمّ إنّه سبحانه صنّف المساعي إلى قسمين، وقال في الآيات التالية بأنّ الناس على صنفين: فصنف يصبُّ سعيه في طريق العطاء والتقى والتصديق بالحسنى، فيُيسّ-ر لليسري، وصنف آخر يصبُّ سعيه على ضدّما ذكر فيبخل ويستغني بما لديه، ويكذب بالحسنى، فيُيسر للعسرى.
قال: (فَأمّا مَنْ أعْطى واتَّقى * وصَدَّقَ بِالحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسرى * وأمّا مَنْ بَخِلَ واسْتَغْنى * وكَذَّبَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى)(2).
والصلة بين المقسم به والمقسم عليه: واضحة، وهي أنّه سبحانه أقسم بالمتفرقات خلقًا وأثرًا على المساعي المتفرقة في أنفسها وآثارها، فأين التقوى والتصديق من البخل والتكذيب؟!
1 - الأعراف: 54
2 - الليل: 5 - 10