القسم بالسماء ذات الحبك

حلف سبحانه في سورة الذاريات بأُمور خمسة، وجعل للأربعة الأول جوابًا خاصًّا، كما جعل للخامس من الأقسام جوابًا آخر، وبما أن ّالمقسم عليه متعدّد فصّلنا القسم الخامس عن الأقسام الأربعة، وعقدنا له فصلاً في ضمن فصول القسم المفرد، قال سبحانه: (والذّارياتِ ذَرْوًا * فَالحامِلاتِ وِقْرًا * فَالجارِياتِ يُسْرًا * فالمُقَسِّماتِ أمرًا * إنّما تُوعَدُونَ لَصادِق * وإنّ الدِّينَ لَواقِع)(1).

ترى أنّه ذكر للأقسام الأربعة جوابًا خاصًا، أعني قوله: (إنّما تُوعدون لَصادق * وانّ الدين لواقع).

ثمّ شرع بحلف آخر، وقال: (والسَّماءِ ذات الحُبُكِ * إنَّكُم لَفِي قَولٍ مُختَلِف).(2)

فهناك قسم خامس وهو (والسماء ذات الحُبك) وله جواب خاص لا يمت بجواب الأقسام الأربعة وهو قوله: (إنَّكُمْ لَفي قول مختلف).


1 - الذاريات: 1- 6

2 - الذاريات: 7- 8