المقام الثاني: الحلف بوصف النبي وأنّه شاهد
حلف القرآن الكريم في سورة البروج بالشاهد والمشهود، وقال: (والسَّماءِ ذاتِ الْبُروج * والْيَومِ المَوعُودِ * وشاهدٍ ومَشْهُودٍ * قُتِلَ أصحابُ الأخدُود)(1).
أمّا المشهود فسيوافيك في فصل القسم في سورة القيامة انّ المراد منه يوم القيامة بشهادة، قوله سبحانه: (ذلِكَ يَومٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاس وذلِكَ يَومٌ مَشْهُود)(2).
إنّما الكلام في الشاهد، فالمراد منه هو النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) بشهادة أنّه سبحانه وصفه بهذا الوصف ثلاث مرّات، وقال: (يا أيُّهَا النَّبِيُّ إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا)(3).
(انّا أرْسَلْنا إلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِدًا عَلَيْكُمْ)(4).
(إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا)(5).
والآيات صريحة في حقّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي بعض
الآيات عرّفه بأنّه (شهيدًا)، ويقول: (وكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وسَطًا لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلى النّاسِ ويَكونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)(6).
(ويَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيهِمْ مِنْ أنْفُسِهِمْ وجِئْنا بِكَ شَهِيدًا عَلى هؤلاء)(7).
هذه الآيات تعرب عن أنّ المقسم به هو النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بما انّه شاهد على أعمال أُمّته وشهيدًا عليها.
سئل الحسن بن علي (عليهما السلام) عن معنى الشاهد والمشهود في قوله سبحانه: (وشاهدٍ ومَشْهُود)؟ فقال: أمّا الشاهد فمحمد "صلى الله عليه وآله وسلم"، وأمّا المشهود فيوم القيامة، أما سمعته يقول: (إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذيرًا)، وقال تعالى: (ذلِكَ يَومٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاس وذلِكَ يَومٌ مَشْهُود)(8).
1 - البروج: 1-4
2 - هود: 103
3 - الأحزاب: 45
4 - المزمل: 15
5 - الفتح: 8
6 - البقرة: 143
7 - النحل: 89
8 - مجمع البيان: 3|342.