منهجنا في تفسير أقسام القرآن
إنّه سبحانه تبارك و تعالى حلف بذوات مقدسة بما يربو على الأربعين مرة، فتفسيرها يمكن أن يتم باحدى الصور التالية:
أ- أن نتناول تلك الأقسام بالبحث طبق حروف التهجي ككتاب اللغة.
ب- أن نتناولها بالبحث حسب أفضلية المقسم به، فنقدم الحلف باللّه أو الرب على الحلف بعمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحياته، وهو على الحلف بالملائكة، وهكذا، وعلى ذلك يجب عقد واحد وأربعين فصلاً على النحو التالي:
1- الحلف بلفظ الجلالة وفيه فصلان:
أ- الحلف بلفظ الجلالة.
ب- الحلف بالرب.
2- الحلف بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفيه فصلان:
أ- بعمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
ب- شاهد
3- الحلف بالقرآن، وفيه فصلان:
أ- بالقرآن
ب- بالكتاب
4- الحلف بالملائكة، وفيه أربعة فصول:
أ- الصافات، الزاجرات، التاليات.
ب- الذاريات، الحاملات، الجاريات، المقسمات.
ج- المرسلات، العاصفات، الناشرات، الفارقات، الملقيات
د- النازعات، الناشطات، السابحات، السابقات، المدبرات.
5- الحلف بالقلم وفيه فصلان:
أ-القلم
بـ وما يسطرون
6- الحلف بالقيامة، وفيه ثلاثة فصول:
أ- القيامة
ب- اليوم الموعود
ج- مشهود
7- الحلف بالنفس
8- الحلف بالشفع والوتر
9- الحلف بالولد والوالد.
10- الحلف بالأمكنة، وفيه ثلاثة فصول:
أ- الحلف بالبلد الأمين
بـ الحلف بطور سينين
ج- الحلف بالبيت المعمور
11- الحلف بالأزمنة، وفيه ثمانية فصول:
أ- الحلف بالصبح
ب- الحلف بالفجر
ج- الحلف باليوم
د- الحلف بالضحى
هـ- الحلف بالنهار
و- الحلف بالشفق
ز- الحلف بالليل
ح- الحلف بالعصر
12- الحلف بالأرض والأجرام السماوية، وفيه ثمانية فصول:
أ- الحلف بالشمس وضحاها
ب- الحلف بالكواكب.
ج- الحلف بالنجم
د- الحلف بمواقع النجوم
هـ- الحلف بالأرض
و- الحلف بالقمر
ز- الحلف بالخنس الجوار
ح- الحلف بالطارق
13- الحلف بالظواهر الجوية، وفيه أربعة فصول:
أ- الحلف بالسماء
ب- الحلف بالذاريات
ج- الحلف بالحاملات
د- الحلف بالجاريات
ج- أن نتناولها حسب السور القرآنية، فنفسر ما ورد من الأقسام في سورة الشمس مرة واحدة، أو نفسر ما ورد في سورة الفجر أو البلد في مكان واحد، وعلى ذلك يجب عقد عدة فصول حسب عدد السور التي ورد فيها الحلف.
وقد سلك ابن قيم الجوزية (المتوفّى751هـ) هذا المنهج، فراح يبحث عن أقسام القرآن حسب السور.
فابتدأ بتفسير الأقسام الواردة بالنحو التالي:
1- القيامة.
2- الشمس.
3- الفجر.
4- البلد.
5- التين.
6- الليل.
7- الضحى.
8- العاديات.
9- العصر.
10- البـروج.
11- الطارق.
12- الانشقاق.
13- التكوير.
14- النازعات.
15- المرسلات.
16- القيامة.
17- المدثر.
18- الحاقة.
19- المعارج.
20- القلم.
21- الواقعة.
22- النجم.
23- الطور.
24- الذاريات.
25- ق.
26- يس.
27- الصافات.
28- الحجر.
29- النساء.
فقد عقد 29 فصلاً حسب عدد السور التي ورد فيها الأقسام، وهذا المنهج لا يخلو من مناقشة، لأنّه سبحانه ربما حلف بالرب في سور مختلفة، فلو كان محور البحث هو السور يلزم عليه تكرار البحث حسب تعدد وروده في السور المختلفة، وهذا بخلاف ما إذا جمع الآيات التي حلف فيها القرآن بربوبيته، ويبحث فيها دفعة واحدة، فهذا النوع من البحث يكون خاليًا عن التكرار والتطويل.
مضافًا إلى أنّه لم يراع ترتيب السور حتى فيما اختاره من ذكر السور القصيرة متقدمة على السور الطويلة.
والعجب أنّه بحث عن الحلف الوارد في سورة القيامة مرّتين(1).
د- وهناك منهج رابع سلكه ولدنا الروحاني الشهيد الشيخ أبو القاسم الرزاقي (قدس اللّه سره) فقد أفرد لكلّ قَسَمٍ فصلاً خاصًا.
ويؤخذ على هذا المنهج أنّه سبحانه حلف في بعض السور بموضوعات مختلفة، كسورة الشمس حيث حلف فيها بالشمس والقمر وفي الوقت نفسه بالنفس الإنسانية وجعل للجميع جوابًا واحدًا.
وبما انّ من البحوث المهمة في أقسام القرآن هو بيان الصلة بين المقسم به
والمقسم عليه، فعلى ذلك المنهج يجب أن يتكرر البحث في أكثر الفصول بالنسبة إلى أُمور حلف بها سبحانه مرّة واحدة وذلك كالشمس و القمر والنفس الإنسانية، وهذا مستلزم للإطناب.
ومن أجل أن نتلافى هذه المشكلة، نقول:
إنّ أقسام القرآن على قسمين:
الأوّل: ما نطلق عليه الحلف المفرد، والمراد منه ما إذا حلف سبحانه بشيء مفرد و لم يضم إليه حلفًا آخر، سواء تكرر في سور أُخرى أو لا، مثلاً: حلف بعمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحياته مرة واحدة ولم يقرن به حلفًا آخر، بخلاف لفظ الرب فقد حلف به مفردًا ولكنّه تكرر في بعض السور.
الثاني: ما نطلق عليه الحلف المتعدد، والمراد منه ما إذا حلف سبحانه بأُمور مختلفة جمعها في آية واحدة أو آيتين، وجعل للجميع جوابًا واحدًا، كالحلف بالشمس والقمر إلى أن يصل إلى النفس الإنسانية.
فنعقد لكلّ حلف مفرد فصلاً على حدة، سواء تكرر بهذا النحو في سور أُخرى أو لا، مراعين في ذلك الأفضل فالأفضل فنقدم الحلف باللّه والرب على حياة النبي وعمره وهو على الملائكة.
وأمّا الحلف المتعدد فنعقد لكلّ سورة تضم ذلك الحلف فصلاً، كما عقدنا لسورة الشمس فصلاً، ولسورة الليل فصلاً آخر، وإن تكرر فيه المحلوف فيه أعني الليل، و بذلك يمتاز هذا المنهج عن سائر المناهج المذكورة، ويجمع كافة محاسنها، ويصان عن المؤاخذات التي ربما تطرح على المنهجين الأخيرين.
وأخذنا بتقسيم الكتاب إلى قسمين وخصصنا القسم الأوّل بالأحلاف المفردة، والثاني بالأحلاف المتعددة، وإليك إجمال فصول القسمين:
القسم الأوّل، وفيه فصول:
الفصل الأوّل: القسم بلفظ الجلالة.
الفصل الثاني: القسم بالربِّ.
الفصل الثالث: القسم بعمر النبي.
الفصل الرابع: القسم بالقرآن الكريم.
الفصل الخامس: القسم بالعصر.
الفصل السادس: القسم بالنجم.
الفصل السابع: القسم بمواقع النجوم.
الفصل الثامن: القسم بالسماء ذات الحبك.
القسم الثاني، وفيه فصول:
الفصل الأوّل: القسم في سورة الصافات
الفصل الثاني: القسم في سورة الذاريات.
الفصل الثالث: القسم في سورة الطور.
الفصل الرابع: القسم في سورة القلم.
الفصل الخامس: القسم في سورة الحاقة.
الفصل السادس: القسم في سورة المدثر.
الفصل السابع: القسم في سورة القيامة.
الفصل الثامن: القسم في سورة المرسلات.
الفصل التاسع: القسم في سورة النازعات.
الفصل العاشر: القسم في سورة التكوير.
الفصل الحادي عشر: القسم في سورة الانشقاق.
الفصل الثاني عشر: القسم في سورة البروج.
الفصل الثالث عشر: القسم في سورة الطارق.
الفصل الرابع عشر: القسم في سورة الفجر.
الفصل الخامس عشر: القسم في سورة البلد.
الفصل السادس عشر: القسم في سورة الشمس.
الفصل السابع عشر: القسم في سورة الليل.
الفصل الثامن عشر: القسم في سورة الضحى.
الفصل التاسع عشر: القسم في سورة التين.
الفصل العشرون: القسم في سورة العاديات.
1 - تارة في ص 35 من كتابه المعروف "التبيان في أقسام القرآن" تحت عن وانفصل "القسم في سورة القيامة"، وأُخرى بنفس العنوان في ص 147، فلاحظ.