وعليه يتعيَّن حملُ الآية التي تمسَّك بها صاحبُ الشبهة لإثبات دعواه، يتعيَّن حملُها إمَّا على نجاة أتباع الديانات قبل المبعث النبويِّ الشريف أو حملُها على إرادة أنَّ اليهود والنصاري والصابئين...
فالملائكةُ وإنْ كانوا مجرَّدين عن المادَّة المحسوسة إلا أنَّه قد ثبتَ من القرآن أنَّ لهم مشاعرَ، فهم يخافون ويغضبون، والخوفُ والغضبُ من شؤون المشاعر النفسانيَّة، قال تعالى: ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ...
فالإنسانُ الذي يتحدَّثُ عنه الإمامُ (ع) ويُثني على كريم خِصالِه: "كان خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِه" فمشتهياتُ البطنِ والتي هي تعبيرٌ آخر عن الرغبةِ الجامحةِ في تأمينِ حاجاتِ الجسد من الطعام...
والإذلال الذي يُنقِص من قدر الانسان هو الذي تعقُبه استجابةٌ لمقتضيات الإذلال، فحينما يُستذلُّ أحدٌ فيخنَع ويضرع ويستجيبُ ويستسلم لدواعي الإذلال فهذا هو الذليل، وأمَّا حينما يصبرُ على الأذى ويتجلَّد،...
وممَّا ذكرناه يتبيَّن منشأ عدم مشاركة الإمام (ع) في ثورة المدينة فهي ثورة كانت غايتُها أو نتيجتُها استبدال دولةٍ ظالمة مستبدةٍ بأخرى لا تقلُّ عنها سوءً وتعسفاً وظلماً، ورغم عدم...
فالآية المباركة أعني قولَه تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ تشرح المراد من قول النبيِّ (ص) في الغدير وغيره "مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه". و"مَن كنتُ وليَّه فعليٌّ وليُّه" إذ...
ثم قال (ع): "وإذا غضبَ لم يُخرجه غضبُه مِن الحقِّ" فمشاعرُ الغضبِ كمشاعر الحبِّ والرضا لا تُخرج المؤمنَ المستكمِلَ الإيمان من حيِّز الحقِّ، ولا تُوقعه في مستنقع الباطل. فالمؤمنُ إذا...
ثم إنَّ هنا أمراً يحسنُ التنبيهُ عليه وهو أنَّ ما يتمُّ تداولُه من أنَّ الإمام الجواد (ع) بقيَ ميتاً على سطح داره ثلاثة أيَّام أو أنَّ جثمانَه الشريف أُلقي مِن...
فالقرآنُ كان مجموعاً مكتوباً في عهد رسول الله (ص) ويكفي للدلالة على ذلك -كما أفاد السيد الخوئي(17)- حديثُ الثقلين المتواتر بين الفريقين، وهو قوله (ص): "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب...
فالعمرُ منحةٌ من الله تعالى قد يمتدُّ لعقودٍ فيبلغ به أرذله، فثمة مَن يُفنيه في تحصيل الملذَّات والمرغوبات ويُغفِل ما فرضه الله تعالى عليه وما ندبه إليه ويصرفُ همَّه وشغله...
ثم قال تعالى: ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ / لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ وتكرارُ تصدير الآية بكلا جاء لغرض التغليظِ في تأكيد الردعِ والزجر أو أنَّه بمعنى حقَّاً لو تعلمون علم اليقين، وهو...
إنَّ التكاثرَ والتباهي الممقوت الذي عنتْه السورةُ المباركة -ظاهراً- لا يختصُّ بالثراء أو الأولاد أو القوَّة البدنيَّة أو بالحسَبِ والنسب، فالتباهي بمثل العلم والمعرفة يُعدُّ من التكاثرِ الممقوت، وكذلك هو...
فالإنسانُ حين يغضبُ قد يسفكُ الدمَ الحرام، وقد يبطشُ بغيرِ وجه حقٍّ، وقد يشتمُ أو ينهرُ أو يطعنُ في الأعراض أو يستطيلُ ويستضعِفُ أو يكابرُ الحقَّ أو يمتنُّ على مؤمنٍ...
الآياتُ التي تلوناها من سورة التكاثر، وهي قصار السور، وقيل إنَّها نزلتْ في العهد المكِّي، وثمةَ مَن أفاد أنَّها مدنيَّةُ النزول، ولعلَّ منشأَ الاختلاف في كونها مكيَّةً أو مدنيَّة هو...
قوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ والواضحُ منها أنَّها بصدد النهي عن الغيبة والتشنيع على فاعلِها، فبعد أنْ نهت الآيةُ الشريفةُ عن...
ثم تصدَّى الإمامُ (ع) لبيان الوسيلة المحصِّلة لهذه المرتبة من الصوم، فأفاد بأنَّ وسيلة الوصولِ إلى صمتِ الداخل هو صومُ الجوارح، فصومُ الجوارح هو الوسيلة للوصول إلى ما عبَّر عنه...
التجسُّس يعني الفحص والتنقيب والتفتيش عن أحوال الناس، والمراقبة لما يصدر عنهم من أفعالٍ وأقوال وغالباً ما يُطلق لفظ التجسُّس لإفادة معنى التفتيش عمَّا هو مستورٌ من أحوال الناس وشؤونِهم...
وأمَّا آثاره العلميَّة فقد دوَّن العلماءُ من أبناء الشيعة -وكذلك السنَّة- الكثيرَ ممَّا أُثرَ عن الإمام (ع) من أحاديثَ كان يُلقيها في المسجدِ النبويِّ الشريف كلَّ جمعة، وفي موسم الحجِّ...
فكان يومُ المبعث هو الأعظم على الإطلاق لكونه الغاية القصوى التي تنتهي إليها غاياتُ الأنبياء، فجميعُ الرسالات على امتداد تأريخها الضاربِ في عمْقِ الزمن كانت تنتظرُ هذا اليوم، وتستحثُّ السيرَ...
الظاهرُ أنَّ الظنَّ المأمورَ باجتنابه والموصوفَ بالإثم هو الظنُّ السيءُ، كأنْ تظنَّ في مؤمنٍ أنَّه فعلَ ما لا يليقُ صدورُه من مؤمنٍ بأنْ تظنَّ فيه أنَّه فعلَ حراماً أو تركَ...
والمتحصَّل ممَّا ذكرناه أنَّ آية النبأ تأمرُ بالتبيُّن وعدمِ المبادرة إلى تصديق الخبر وترتيبِ الأثر على مؤدَّاه قبل الوقوف على مصداقيتِه ومطابقتِه للواقع سواءً كان الخبرُ متَّصلاً بقضيَّةٍ شخصيَّة أو...
التعرُّف على وثاقة الراوي وعدم وثاقتِه يحتاج إلى دراسة علم الرجال أي دراسة كليَّاته وقواعده ودراسة تطبيقاته المتشعِّبة والدقيقة، ثم إنَّ معرفة الراوي تحتاج إلى التثبت من طبقته، فالأسماء قد...
ثم إنَّ هنا فضيلةً أخرى لهذا الشهر الشريف وهي أنَّه منسوبٌ لعليٍّ(ع)، فشهرُ رجب هو شهرُ عليٍّ (ع) -كما هو المأثور عن أهل البيت(ع) (4)- وشهرُ شعبان هو شهر رسولِ...
هذا الأدبُ القرآني الذي أشارت إليه الآيةُ المباركة ينبغي أن يكون مُطّرداً في تمام الأحوال ومع كافَّة الناس، فيحسنُ بالمؤمنٍ المتأدِّبٍ بآداب الإسلام أن يكون صوتُه خفيضاً أو قل معتدلاً...
وفي ذلك مؤشِّرٌ بيِّنٌ على المقام السامي لهذه السيدة المتألهة والزاهدة. كيف وهي سيدة نساء العالمين من الأوليين والآخرين وقد نزلت سورةُ الدهر في الثناء على إيثارها ووفائها وصبرها وكمال...
المظهر الأول: أنْ يتبنَّى المسلمُ رأياً أو يتَّخذَ موقفاً أو يعتمد مسلكاً في شأنٍ من الشؤون ويكون ذلك الرأيُ أو ذلك المسلكُ المعتمد مناقِضاً لما عليه الشريعة فذلك من التقديم...
قيمةُ الإنسان بنظر الإسلام -كما أفاد القرآن الكريم- هي بالتقوى لله. فالتقوى هي المعيارُ الذي يُقاس بها قيمة الإنسان، فبها يتحددُ مقدار كمالِ الإنسان، فكلَّما كانت تقواه آكدُ في النفس...
وهذا الإشكال ينشأ عن توهُّم الملازمةِ بين التوبة وإرتكابِ المعصية، وليس من دليلٍ على هذه الملازمة، فقد تنشأُ التوبة عن ارتكابِ العبد للمعصية، وقد تنشأ عن مخالفته للأولى كتركِه لمستحبٍ...
قبولَ الشفاعة تفضُّلٌ من الله تعالى، لذلك فهي لا تُنافي العدل الإلهي، لأنَّ معنى العدل هو إعطاء كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فمَن كان مستحقَّاً للجنَّة فإنَّه سيدخلُها، ومَن كان مستحقَّاً...
ثم إنَّ البخيل لشدَّة تعلُّقِه بالمال قد يكذبُ إذا وجد في الكذبِ وسيلةً للاعتذار عن الانفاق، ولهذا ورد عن أمير المؤمنين(ع): "البخيل متحجِّج بالمعاذير والتعاليل"(8) والبخيلُ قد يظلمُ وقد يبخسُ...
فإنَّ منشأ تحريم الرياء في العبادات هو أنَّ المطلوبَ في العبادة هو قصد الإخلاص والتقرُّب لله تعالى، فمَن جاء بالعبادة قاصداً الإراءة للناس لكسب ثنائِهم أو دفعِ ذمِّهم فإنَّه لم...
ثم إنَّ الكلام حول تحديد مَن هم الساهون عن صلاتهم، فإنَّ الظاهر من الآية هو أنَّهم المتساهلون في أدائِها فلا يُبالونَ أنْ تفوتهم أحياناً أو أنْ تفوتهم مطلقاً، ولا يُبالون...
فمِن هذه الأحداث والتي سبقتها والأحداث التي لحقتها نفهم المغزى من آيات الجهاد فلا يصح أن نفصل هذه الآيات عن سياقها، فالجهاد بالسيف إنَّما تمَّ تشريعه بعد أن استفرع الرسول...
أمَّا وقد اختار الإمامُ الحسين (ع) والذي هو سبطُ الرسول (ص) وريحانتُه وثقلُه وأعلمُ الناس بكتاب الله وسنَّة رسوله (ص)، أمَّا وقد اختار طريق التضحية والفداء بعد أنْ أعذرَ واستفرغ...
فنجاحُ الحسين (ع) في مشروعِه لم يكن متوقِّفاً على استعداد أهل الكوفة واستجابة أهل البصرة وسائر الحواضر، نعم هو متوقِّفٌ على دعوتهم لمؤازرته وإلقاء الحجَّة عليهم وهو لم يألو جهدًا...
كان المعتمدَ في استنهاضِ وتعبئةِ المسلمين لمؤازرة أميرِ المؤمنين (ع) في مشروعِه الإصلاحي، وقد لاحظتم أنَّه نسبَ هذا المشروع لنفسِه حين وبَّخ أبا موسى الأشعري وقرَّعه على تثبيطه لأهل الكوفة،...
ثم إنَّ المُلاحَظَ من الآية الشَّريفة أنَّها نسبت الطَّعامَ إلى المسكين فلم تقُلْ: ولا يحضُّ على إطعام المسكين وإنَّما أفادت أنَّ المكذِّبَ بيوم الدِّين هو الذي لا يحضُّ على طعام...
فاليتيم الذي فقد أباه الذي يرعاه ويكنفُه، ويحنو عليه، ويدفعُ عنه الآفاتِ، ويبذلُ كلَّ ما في وسْعِه لأجل حياطتِه وحمايةِ حقوقه، هذا اليتيمُ بفقدِه لأبيه يكونُ قد فقد السائسَ والراعيَ...
إنَّ التعبير عن العذاب والنعيم في عالم البرزخ بعذاب القبر ونعيم القبر لا يعني أنَّ القبر هو الظرف والمكان الذي يقعُ فيه العذاب والنعيم، فقد اتَّضح أنَّ العذاب والنعيم ليسا...
فهذه الآياتُ صريحةٌ في أنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أحياءٌ وليسوا أمواتًا في حين أنَّه لا يرتابُ أحدٌ في أنَّهم قد ماتوا كما يموتُ الناس وقُبِروا كما يُقبرُ الناس،...
فالقرآنُ نزلَ بلغةِ العرب فالمتعيَّنُ هو فهمُه وفقاً لما تقتضيه الظهوراتُ العرفيَّة المستنِدة إلى قواعد اللَّغة ومساقاتِها. وأما صرفُ الكلام عمَّا يقتضيه الظهورُ العرفي لمجرَّد الاستيحاش من وقوعِ المعجزات لكونِها...
أمَّا أنَّها من الخوارقِ والمعجزات الباهرة فلأنَّه كيف يتَّفقُ لجيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافٍ يقلُّ أو يزيد تهزمُه أسرابُ طيورٍ لم تشهد العربُ نظيراً لها ولم تعرف هويتها، تحملُ بين مخالبِها...
وأمَّا الجريء: فهو الجَسور الذي لا يضع اعتباراً لأحد، يفعل كلَّ ما يحلو له دون تحفظ أو خجل "قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل له" وهو معنى...
وعليه فكلُّ ما ثبتَ عنهم من تفسيرٍ للقرآن أو بيانٍ لأُصول العقيدة وتفاصيلِ الأحكام الشرعيَّة، وما أُثر عنهم من إيضاحٍ لقيم الدين وتوصياته ومواعظِه، كلُّ ذلك يكون تناولُه وتأصيلُه وترويجُه...
ثم إنَّ الإمام (ع) كان يحرص على التعريف بالإمامة وموقعها في الاسلام والمَلَكات التي يجب أنْ يتوفَّر عليها الامام، والشروط التي وضعها الاسلام ونصَّ عليها الرسول (ص) فيمَن له أهليَّة...
فهذه الانحرافاتُ الكبيرة والخطيرة إنَّما نشأت عن بدع المبتدعين ونسبةِ ما ليس من الدين إلى الدين فهي تبدأ محدودةً وبقضايا قد لا تَمَسُّ جوهرَ الدين إلا أنَّه وبتمادي الزمن تتضخمُ...
وهذا النحو من البدعة في الدين أعني البدعة فيما له الحجيَّة من الطرق والأمارات هو أخطرُ أنحاء البدعة وأشدُّه ضرراً على الدين وأهلِه، وذلك لأنَّها المُنتِجةُ للبدَع في الأحكام والعقائد....
وعليه فمعنى قول الإمام الهادي (ع) إنَّ: "الحسد ماحقُ الحسنات" هو أنَّه يمحو الحسناتِ ويستأصلُها، ومعنى محقِه للحسنات هو أنَّه يمحقُ ويستأصلُ أسبابَها أي أنَّه يمحقُ الأسبابَ والدوافعَ التي تبعثُ...
كلُّ ذلك لو تمَّت رعايته لأفضى إلى اضمحلال ظاهرة الرقِّ في زمنٍ قصير من تاريخ الإسلام إلا أنَّ جشعَ الحكام اللذين هيمنوا ظلماً على مقدَّرات المسلمين وهوسَهم بالفتوحات غير المبرَّرة...
فالتسليمُ لله مرتبةٌ تتجاوز رتبةَ الإيمان بالله وعملِ الصالحات، فالإيمانُ ينبغي أن يقودَ المؤمنَ للإخبات والتسليم، فهي رتبة تتلو رتبة أصل الإيمان، ولذلك قال تعالى: ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ...
الحديث حول المشروع الغربي الرامي لنشر المثليَّة في العالم الإسلامي، وأودُّ في المقام أنْ أستعرضَ مضامينَ هذا المشروعِ لعلَّ ذلك يُسهمُ في المزيدِ من اليقظةِ والحذر والوقوفِ على خطورةِ ما تُخططُ...
ومنشأُ التعبير عن التواصي بالاستقامة بالتواصي بالصبر هو أنَّ الاستقامةَ لا تُتاحُ إلا بالصبر، فلكى يحظى المؤمنُ بالاستقامةِ فإنَّ عليه أنْ يصبرَ على فعلِ الطاعاتِ ويصبرَ ويجاهدَ نفسَه حتى لا...
إنَّ مناط الإخفاقِ والنجاحِ بمقتضى هذه الآيةِ هو ما يتمخَّضُ عن هذه الحياة من آثارٍ في الحياة الأخرى، فإنْ كان الأثرُ الذي تمخَّض عن هذه الحياة هو السعادةَ في الحياة...
وجاءت خُطبتُها بعد أحداثٍ عصيبةٍ تفوقُ التصوُّرَ، وتستعصي على الإدراك، ورغم هولِ هذه الأحداث وقسوتِها، وعظيمِ أثرها فإنَّ فاطمةَ لم تذهلْ عن حجابِها وسترها، ولم يُخرِجها فظيعُ الخطب عن سمتها...
وفي هذه الحقبةِ تحطَّمت الأغلالُ التي كانت تُثقل كاهلَ البشريَّة فليس للقويِّ أنْ يستعبدَ الضعيفَ، وليس للثريِّ أنْ يستضعفَ الفقير، ولا تفاضلَ بالأعراق والأنساب فالناسُ سواسية، والحقُّ الثابتُ لأحدِهم ثابتٌ...
وبهذا يتَّضح معنى ما رُوي مِن أنَّ مَن قرأ أو أدمَن القراءةَ لسورةِ العصر خَتم اللّهُ له بالخيرِ أو بالصبر، وكان من أصحاب الحقِّ، فإنَّ هذه الآثار مترتِّبةٌ عن القراءة...
الآيةُ المباركةُ من سورة النور متصدِّيةٌ للنهيِّ المشدَّدِ عن قذفِ المُحصناتِ بالفجور، فقد توعَّدت المجترحَ لهذه المُوبِقةِ باللَّعنِ في الدنيا واللَّعنِ في الآخرة، وتوعَّدته بعذابٍ وصفته بالعظيم، وأفادتْ أنَّه لا...
ثم إنَّ الفرح بمرتبة البطَر يبعثُ بطبعِه على الطغيان والذي هو التجاوزُ للحدِّ، ويبعثُ على التبختُرِ والخيلاءِ والتجبُّر لذلك قال تعالى: ﴿وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ...
إنَّ مفادَ الفقرةِ الأولى مِن الرواية هو الحضُّ على وعْظِ المؤمن ونصيحتِه، فذلك مقتضى وصفِ الوعظ له في السرِّ بالتزيين، وينبغي للمؤمن أنْ لا يستوحشَ ولا يغتاظَ من ذلك، فإنَّه...
ثم إنَّ الثراء الذي أفضى بقارونَ إلى البغي والاستعلاء والاستطالة على قومه ما هو إلا مثلٌ ضربه القرآن للناس، فقد ينشأ البغيُ عن الثراء، وقد يكون منشأه الجاه أو المنصبَ...
فالجوابُ عن هذه الدعوى يتَّضح جليًّا بأدنى تأمُّلٍ في الآيات التي تلوناها، فهي إنَّما تذمُّ التقليد للجاهلين، والتقليدَ المبتني على التعصُّب للآباء والمورثات القوميَّة، وتذمُّ التقليد الناشئ عن الأنس بالمألوف...
اعتنق رسولُ الله (ص) عليَّاً (ع) وبيكا معاَ وودَّعه ثم خرج (ص) من داره وهو يقرأُ سورةَ يس، إلى أنْ بلغ قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ...
وجدوه يُناغي فطرتهم ومشاعرهم فعشقوه وأحبُّوه، وحينما ينتابُهم الضعفُ والوهن يجدون قلباً رحيماً ويداً حانيةً من رسول الله (ص) تأخذُ بأيدييهم وتشدُّ من عزائمهم وتُنعش أرواحَهم التي طالما أذلَّها الاستضعاف...
فقد استفاضت الروايات من طرقنا ومن طرق العامَّة أنَّه لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السّلام كَسَفَتِ الشَّمسُ كَسفَةً بَدَتِ منها الكَواكِبُ، وأنَّه لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ (ع) اسوَدَّتِ السَّماءُ وظَهَرَتِ...
مثلُ هذا الجيشِ لا يُمكنُ لقائدٍ أنْ يجازف فيخوضُ به معركة، خصوصاً وأنَّه قد نما إلى علمِ الإمام(ع) بالشواهد القطعيَّة أنَّ عدداً ليس بالقليل من المندسين من أتباع زعماء العشائر...
فلم تكن الثورةُ ناشئةً عن مِزاجٍ يميلُ إلى التمرُّد والمناكفة كما لم يكنِ الصلحُ ناشئاً عن هوىً في النفس وإيثارٍ للعافية والموادعة، بل كان كلٌّ من الخيارين قد نشئا عن وعيٍ...
ولهذا لا يكون للحصرُ والاختصاص المستفاد من أداة الحصر معنىً سوى أنَّ الآية خصَّت عليَّاً (ع) دون سواه بولاية الأمر، فمفادُ الآية هو أنَّ مَن له ولاية الأمر على المؤمنين ومَن...
إنَّ أداء الأمانة هو أحدُ أهمِّ الغاياتِ الكبرى مِن بعثةِ الأنبياء بمقتضى ما أفادتْه العديدُ من الآياتِ كقوله تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾...
وباستشهاده انطوتْ صفحةٌ مشرقةٌ من تاريخ أهل البيت (ع) كانت حافلةً بالجهاد والذبِّ عن معالمِ الدين والتثبيتِ لأركانه، فبِه وبسائرِ أئمةِ أهلِ البيتِ (ع) حفِظَ اللهُ تعالى دينَه وسنةَ نبيِّه...
ثم إنَّ انجعَ ما ينفعُ في تخفيف المصيبة أيَّاً كانت طبيعتُها هو توقُّعُها واستقبالُها إذا أقبلت برحابة صدرٍ والإيقانُ بأنَّها معوَّضة والاستعانةُ عليها بتهوينِها واستصغارِها في مقابل ما يُبتلى به...
والإسلامُ أساساً وكذلك الدياناتُ الإلهيَّة التي سبقته إنَّما جاءت لتعريف الإنسان بالخير الحقيقي، ولم تأتِ لصرف الإنسان عن طلب الخير لنفسِه بل هي تدفعُه لعمل الصالحات من طريق استثارة هذه...
يذكرُ اللغويونَ أنَّ المرادَ من البخوعِ هو إهلاك النفسِ غمَّاً وحزناً وحسرةً، فالآية المباركة تُعبِّرُ عن الإشفاقِ على النبيِّ (ص) حيث إنَّه ولفرطِ حزنِه وحسرتِه على قومِه نظراً لعنادهم، وجحودهم،...
وقد وردَ في فضلِها عن الرواياتِ عن أهلِ بيت (ع) أنَّه: "من قرأ سورةَ الطورِ جمعَ اللهُ له خيرَ الدنيا والآخرةِ"(2). ولعلَّ المرادَ من الخيرِ في هذه الروايةِ الشريفةِ ليس...
صنَّفتِ الرواياتُ الواردةُ عن أهلِ البيتِ (ع) الصومَ إلى مراتبَ ثلاث، فالمرتبةُ الأولى: هي صومُ الجسدِ، والمرتبةُ الثانيةُ هي صومُ الجوارحِ، وأما المرتبةُ الثالثةُ وهي أفضلُ المراتبِ وأعلاها فهي صومُ...
المرادُ من التوبةِ النصوحِ هو التوبةُ الصادقةُ التي تكون خالصةً لوجهِ الله تعالى، وذلك في مقابلِ مَن يُقلعُ عن الذَّنبِ رياءً وسُمعةً، أو يُقلعُ عن الذنبِ خوفًا، أو حياءً، أو...
اشتملتْ هذه الآيةُ من سورةِ الفتحِ على كلمةِ الجاهليَّةِ في اشارةٍ منها إلى العهدِ الذي سبقَ المبعثَ النبويَّ الشريفَ، وقد ورد هذا التوصيفُ لعهدِ ما قبل البِعثةِ في القرآنِ الكريمِ...
الآيةُ المباركةُ من سورةِ الفُرقانِ واقعةٌ في سِياقِ الآياتِ المتصدِّيةِ لتَعدادِ صفاتِ عبادِ الرحمنِ، فالآيةُ تصفُ عبادَ الرحمنِ بأنَّهم لا يَشهدونَ الزورَ، ومعنى انَّهم لا يَشهدونَ الزورَ هو انَّهم لا...
تولَّى الرسولُ الكريمُ (ص) تربيتَه وتنشأته بنفسِه كما هو المتسالمُ عليه عند المؤرخينَ والمحدِّثينَ، وهذه الخصوصيَّةُ بتفاصيلِها وامتدادِ أمدِها لم يحظَ بها أحدٌ من الخلقِ سوى فاطمةَ بعد عليٍّ (عليهما...
الليبراليَّةَ والإسلامَ على طرفي نقيضٍ، فالإسلامُ يقومُ على أساسِ انَّ الإنسانَ عبدٌ للهِ، والليبراليَّةُ تقومُ على أساسِ أنَّ الإنسانَ مستقلٌّ حتى بالإضافةِ لله، فقولُ اللهِ غيرُ مُلزمٍ له، وأحكامُه وأوامرُه...
هو الإمامُ العاشرُ من أئمةِ أهلِ البيت (ع)، وقد دلَّت النصوصُ الدينيَّةُ المتواترةُ على إمامتِه وعصمتِه، فمضافاً إلى النصوصِ العامَّةِ كحديثِ الثقلينِ المتواترِ وحديثِ السفينةِ وحديث انَّ الأئمةَ بعد الرسولِ...
الآية المباركة من سورة الفرقان متصدية لبيان صفة أخرى من صفات عباد الرحمن، هذه الصفة هي الإعتدال في الإنفاق، وعبرت الآية عن هذا المعنى أولا بنفي ما يقابل الإعتدال في...
هي من السنن المؤكدة التي ربما لا يكون مجازفا من ادعى انه لم تحظ سنة من سنن الرسول (ص) بما حظيت به هذه السنة من التأكيد، فهي مضافا إلى ورود...
قولُه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾ بيانٌ للصفةِ الثالثةِ من صفاتِ عبادِ الرحمنِ التسعِ المبيَّنةِ في الخاتمةِ من سورةِ الفرقانِ، ومعنى أنَّ عبادَ الرحمنِ يَبيتونَ لربِّهم سجَّداً وقياماً هو...
قولَه تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ فيه بيان لكيفيَّة التعاطي مع مطلقِ جهالاتِ الجاهلينَ وحماقاتِهم، فالآيةُ بصددِ التمثيلِ لكيفيةِ التعاطي مع الجاهلينَ وما يصدر عنهم من أذىً واساءات، فقد...
المتحصل مما أفاده الامام (ع) بحسب الرواية هو ان عباد الرحمن يمشون وفق سجيتهم، وبمقتضى طبعهم وجبلتهم، وبما يتناسب مع سنهم وقوتهم او ضعفهم او مقامهم، ولأن اجلى واقبح صور...
مصحفُ فاطمةَ هو كتابٌ من خطِّ عليٍّ (ع) بحجمِ كتابِ الله ثلاثَ مراتٍ، وليس مشتملاً على شيءٍ من كتابٌ الله كما أفاد أبو عبداللهِ الصادقُ (ع)، فهو ليس قرآناً .....
أما ما هو المراد من السؤال في الآية المباركة فهو الطلب، والمراد من الأجر هو الجزاء والعوض، فالنبي الكريم (ص) في هذه الآية ينفي أنْ يكون طالبًا للعوض والجزاء مقابل...
ذكرنا في حديث سابق أن القرآن الكريم تصدى في العديد من الآيات للنهي عن مشية التكبر وشدد النكير على من يمشي في الناس متبخترا مستعليا عليهم، فمن تلك الآيات قوله...
يقولُ تعالى: ﴿يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ أي يمشونَ مشياً هيِّناً مسترسلاً ليس فيه تكلُّفٌ ولا تصنُّع، وليس فيه تَبخْتُرٌ، ولا إستِعلاء، وليس فيه ما يُعبِّر عن الإستكبار والخُيَلاء. والملاحظُ أنَّ...
المرادُ من الهَونِ هو الرفقُ واللينُ والسهولةُ واليُسرُ في التعاطي مع الامور وما يقربُ من هذه المعاني، ويُقابلُه الشدُّ والتشدُّدُ والتطرُّفُ والتعاسُرُ، والرفقُ حسنٌ في كلِّ شأنٍ كما أفاد ذلك...
ورد عن الرسولِ الكريمِ (ص) انَّه قال: "أما علامةُ المسرفِ فأربعة: الفخرُ بالباطلِ، ويأكلُ ما ليس عنده، ويَزهدُ في اصطناعِ المعروفِ، ويُنكرُ مَن لا ينتفعُ بشيءٍ منه" فهو يُبالغُ ويتجاوزُ...
دوامُ الشكرِ للنِعَم: وهو من أقوى مقتضياتِ بقاءِ النِعمِ وحمايتِها من الزوالِ، ويُؤيدُ ذلك ما وردَ عن أميرِ المؤمنينَ (ع) أنَّه قال: "أحسنُ الناسِ حالاً في النِعَمِ من استدامَ حاضرَها...
ورد في المأثور عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) أنه قال يوصي أحد شيعته: "يا علي أحسنوا جوار النعم فإنها وحشية، ما نأت عن قوم فعادت إليهم"....
إنَّ الإنسانَّ قد بلغَ في زمن النبيِّ محمَّدٍ (ص) مرتبةً تؤهِّله لتحمُّلِ أعباءِ المسئولية، ومعنى إنَّه مؤهَّلٌ لتحمُّلِ أعباءِ المسئوليَّة ليس هو أنْ يسلكَ الطريقَ وحدَه دون اعتمادِ الوسائل، فرغم...
فالكتاب الذي أنزل على النبي الكريم (ص) وهو القرآن الكريم كتاب لم ولن تطاله يد التحريف، فهو لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد تولى الله عز...
وهكذا كانت تتجدد نبوة بعد نبوة نظرا لكون تلك الأمة التي بعث لها ذلك النبي لم يتهيأ له تبليغ رسالته لهم فهم إما ان يكونوا قد رجموه أو قتلوه أو...